هشام رماح
عند صخرة الوطن تتكسر كل الاختلافات، وهذا أمر يغيب عن البعض من جماهير الخضراء ممن يشنون حملة ضد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهم بذلك يقدمون خناجر مجانية لخصوم المملكة حتى يغرزونها في ظهرها خلال سياق إقليمي وقاري حاسم، من بين أوجهه الشأن الرياضي.
لا أحد ينكر الاختلاف إذ فيه رحمة للعالمين، لكن ماذا لو تحول هذا الاختلاف بين جماهير نادي الرجاء الرياضي، ورئيس الجامعة الوصية على قطاع كرة القدم، إلى خلاف؟، بشكل يذيع معه من الداخل إلى الخارج، حيث يجري تسويغه بما لا يليق بشخص رجل، شاء المغاربة أم أبوا، شكل طفرة ضمن سلسلة من تعاقبوا على رئاسة الجامعة الملكية لكرة القدم.
ولا بأس من التذكير ها هنا، بأن النظام الجزائري ركب على موجة الحملة التي أطلقها بعض الغافلين عما يتربص بوطنهم، ضد فوزي لقجع، فكان أن أصبحت الحملة المغرضة حديث كل أبواق العسكر التي تلوك الكلام وتردد الأراجيف، لتسميم الأجواء أكثر، وهي تمني النفس بأن تسقط بها، وعن طريق الوكالة المجانية، رجلا جعل أعاد لكرة القدم الوطنية هيبتها وجعلها حاضرة بقوة في القارة السمراء وفي العالم أجمع.
ووجد الإعلام الجزائري في حملة "لقجع ارحل" ضالته، بعدما بذل الرجل في حق الكرة المغربية والقضية الوطنية ما بذل، وكان خير سفير يذود بكل اقتدار وحنكة عن وطنه في كل الهيئات الدولية وفي شتى المحافل القارية والعالمية، بشكل أذكى نار الحقد الموغل في قلوب خصوم المغرب في الجارة التي هناك في الشرق، وجعل إعلامهم لا يلوي على شيء سوى الاهتمام بكل شاردة قبل الواردة عنه.
ويلزم كثير من التغافل والتجاهل لصرف النظر عما حققه فوزي لقجع، لكرة القدم المغربية، بشكل تتناسل مع الأسئلة حول الأسباب التي تقف وراء الحملة المغرضة ضد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إن لم تكن تنحاز إلى "تعصب مفرط" وجرعة "أنانية زائدة"، يجعلان المرء يزيغ عن حقائق جمة، أولها أن الرجل ذو حصيلة جد مشرفة في ما تحمله من مهام على راس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فلا أحد من رؤسائها السابقين، يعادل ما تحقق في عهده من إنجازات على صعيد المنتخبات الوطنية أو الأندية المغربية، وما واكب ذلك من عناية بهيكلتها وحكامتها.
أيضا في عهد فوزي لقجع، تحقق تطور أكثر من ملموس في البنى التحتية الكروية بالمملكة، ومثل ذلك في الممارسة بما جعل الكرة المغربية تحتل مكانة متميزة في العالم أجمع، ولعل ما حققته الأندية الوطنية من ألقاب قارية، يؤكد ذلك، وبلا شك في عهد فوزي لقجع، أيضا حقق الرجاء الرياضي ألقابا زينت خزائنه، مثل كأس الكونفدرالية الإفريقية سنتي 2018 و2021، وكأس السوبر الإفريقي سنة 2019، ثم كأس العرب 2020.
فهل يحق للبعض من الرجاويين أن يشن حملة على فوزي لقجع، ووصفه بالشخص الذي يحارب القلعة الخضراء، وفريقهم حقق ما سبق إبان فترته؟ أو ليطرح التساؤل بصيغة أخرى، هل يستطيع فريق يحاربه رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن يفوز بالألقاب السالفة الذكر؟
ثم، ألم يكن فوزي لقجع مساندا لفريق الرجاء الرياضي، وصرف لأجله له الدعم المادي اللازم في مناسبات عدة، وأنقذ بذلك الفريق من مستنقع الديون وجعله ينبعث من جديد؟ ألم تساعد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عبر رئيسها، الذي تثار حولها الجعجعة، فريق النسور الخضر، في بناء وافتتاح أكاديمية الفريق؟
إن فوزي لقجع، أصبح أيقونة في عالم كرة القدم بالمغرب، وهو أمر قد لا يجادل فيه أحد، واستنادا إلى جملة ما فعله الرجل مع فريق الرجاء الرياضي، تتولد الأسئلة حول الغاية من شن حملة ممنهجة ضده كرئيس الجامعة الملكية المغربية، والانجرار بالاختلاف نحو مستوى لا يرضي سوى خصوم المملكة المغربية ممن غاظهم أن يروا المغرب قد خطا خطوات جبارة في عالم كرة القدم وأصبحت تجري بذكره الركبان، في عهد الرجل.