بين ابن كيران وأفتاتي.. تبادل سافر للأدوار بمنطق "واحد يكوي وواحد يبخ"

الكاتب : الجريدة24

13 مارس 2023 - 09:00
الخط :

هشام رماح

مثل أي كيان جبان لم يغير حزب العدالة والتنمية من نهجه، ومريدوه يتقنون جيدا "التقلاز" من تحت جلباب شيخهم، أو كما لنقل أنه يهوى جيدا لعب لعبة "واحد يكوي والآخر كا يبخ" مثلما يقول للمغاربة توصيفا منهم على أي تبادل سافر للأدوار، كما يؤتي الإخوان دوما.

مناسبة ما سبق، أن عبد الإله ابن كيران، كبير الـ"بيجيديين" الذي علمهم سحر التقلب والحربائية، أفتى بالصمت وعدم التعليق على بلاغ الديوان الملكي الذي جاء، صباح اليوم الاثنين، موبخا مقرِّعا للشيخ ومريديه بعدما تمادوا في الركوب على موجة القومجية، وقد سمى الأمور بمسمياتها بعيدا عن كل لبس أو خلط، لكن فتوى الشيخ، يبدو أنها لم تشمل عبد العزيز أفتاتي، "مجنون" الحزب الذي يوصف هكذا من قبل إخوانه، متى أرادوه أن يلعب دور الشارد لتصريف مواقف معينة، بينما يظهرون للجميع وكأنهم متمترسين خلف جدار الصمت.

عبد العزيز أفتاتي خرج، وكأنه انفلت من عقال عبد الإله ابن كيران، ليدلي بتصريحات صادر فيها من المغاربة حقهم في تمثيل أنفسهم، ونسب أمرا لم يحمِّله إياه أحد، وإلا كيف لهذا المريد الأفَّاق لما يريد، أن يفسر كيف أن المغاربة طردوا حزبه شرد طردة، ورموا بهم خارج المشهد السياسي؟ وهو الذي يدعي أن الـ"بيجيدي" عبر عما وصفه بـ"موقف وطني"، في محاولته تغطية المزايدات ومحاولات الابتزاز، التي يؤتيها حزب كان أمينه العام السابق، وهو رئيسا للحكومة، هو من وقع على اتفاق إحياء العلاقات بين المملكة وإسرائيل إبان عهدته، في 22 دجنبر 2020.

وقد يكون من حكم البات أن عبد العزيز أفتاتي، لم يعلق على بلاغ الديوان الملكي من تلقاء نفسه، فقد لقن ما قاله، لكن أمينه العام في الحزب، آثر أن يظهر بمظهر الكياسة، وهو يأكل الثوم بفم أخيه في الحزب، وبذلك يضرب عصفورين بحجر واحد، بعدما يكون مرر ما أراد أن يمرره من مغالطات أخرى في سلسال المغالطات التي يرطن بها الـ"بيجيديون"، عبر لسان "مجنون" الحزب، في قضية يستأثرون بها لنفسهم ويوظفونها مثل أي أصل تجاري في كل المساعي التي يخوضونها طمعا في العودة إلى قلوب المغاربة التي خرجوا منها إلى الأبد.

ومما لا شك فيه، أن المغاربة أصبحوا بعد عقد من حكم إخوان الـ"بيجيدي"، يفقهون في حربائية هؤلاء وازدواجية مواقفهم البراغماتية، ثم إلى أي طينة ينتمون، فهم وحينما كانوا في الحكومة صعدوا إلى بروجهم العاجية، وفعلوا في المغاربة الذين غرروا بهم بخطابهم الديني المأدلج كل الأفاعيل، إلى أن طفح الكيل، وجعلوهم خارج دائرة الضوء في عقاب انتخابي مرير، لم يهضمه بعض لا عبد الإله ابن كيران، ولا من يواليه أو يخالفه الرأي داخل حزب "المصباح".

وحتى وإن حاول الـ"بيجيدي" دغدغة مشاعر المغاربة من جديد بلعب ورقة القومجية والدفاع عن القضية الفلسطينية، فإنه ضرب من الجنون أن يظنوا أن الحيلة ستنطلي من جديد على شعب أصبح يعي جيدا مصلحته، ويدري جيدا أن إحياء المملكة لعلاقاتها مع إسرائيل ولم ولن يكون على حساب القضية الفلسطينية، وأن خدمة هذه الأخيرة تكون أنجع بالجلوس إلى نفس الطاولة مع إسرائيل بدل مقاطعتها والصعود إلى الجبل، ومن ثمة تنتفخ الأوداج بلا فائدة، مثلما يتفنن في ذلك حزب العدالة والتنمية، فضلا عن التقاط الصور المحترقة لا غير.

آخر الأخبار