كيف نجحت المملكة في كسب ود الدول وتعزيز الشراكات الاستراتيجية؟

الكاتب : انس شريد

20 مارس 2023 - 10:30
الخط :
لا تزال التطورات الدبلوماسية الأخيرة للمملكة مع كل من إسبانيا والبرتغال، اللتان تعتبران ذات تأثير كبير على القرار السياسي وما يرتبط به داخل الاتحاد الأوروبي، تلقي بظلالها على مشهد مستقبل العلاقات بين المغرب وأوروبا، مع الإشادة بما يمكن أن يحققه المغرب، على مستويات عدة من خلال الترشح لتنظيم كأس العالم 2030 رفقة مدريد ولشبونة.

وأصبحت المملكة في الفترة الأخيرة، تتحلى بجرأة وثقة في النفس من خلال تعاملها مع الدول الكبرى، بمبدأ الند بالند، حيث أصبحت إسبانيا وأمريكا والبرتغال وغيرها من الدول العظمى ترى في المملكة بلدا رائدا وشريكا استراتيجيا في مختلف المجالات.

وعبرت عدد من الصحف العالمية، عن تفاؤلها في نجاح هذا الملف المشترك، في ظل خبرة إسبانيا في تنظيم مثل هذه التظاهرات الرياضية العالمية، ونفس الأمر الذي ينطبق على البرتغال، نظرا لتطور الحاصل في ملاعبها، بالإضافة إلى الروابط التاريخية بين هاته الدول، التي تمتد لقرون.

وقالت صحيفة (أبولا) البرتغالية، إن المملكة تعتبر قوة صاعدة على جميع المستويات، وحاضرة بقوة في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم،  وترشحها بمعية البرتغال وإسبانيا، يزيد بشكل كبير من فرص نجاح هذا الملف، مسجلة أن القرب الجغرافي والتكامل الاقتصادي والسياسي بين البلدان الثلاثة أكسب هذا الملف المشترك نقاط قوة وعزز حظوظه للظفر بشرف التنظيم.

فيما أشادت صحيفة “إل إسبانيول” الإسبانية، بتطور الحاصل لدى المملكة في جميع المستويات، مبرزة أن هذا الملف سيحظى بدعم شبه إجماعي من الاتحادين الأوروبي والإفريقي لكرة القدم.

ومن المرتقب أن يساهم هذا الملف المونديالي لسنة 2030، في تسريع الأوراش المفتوحة بين مدريد والرباط، مع بناء منظومات صناعية حقيقية متكاملة في مختلف القطاعات مثل صناعة السيارات والطيران وصناعة الأدوية وكذا النسيج.

وفي حديث سابق للجريدة 24، قال أحمد نور الدين، الخبير في العلاقات الدولية، أن اسبانيا أصبحت تعي مسألة واحدة أن مستقبلها في إفريقيا مع المغرب باعتبارها شريك استراتيجي في عدد من المجالات وقوة صاعدة، الأمر الذي دفعها لتقديم ترشيح مشترك بين الرباط ولشبونة ومدريد لتنظيم كأس العالم لسنة 2030.

وأكد الخبير، أن مدريد لا تثق بالنظام الجزائري منذ سنوات، وكانت فقط تجاملها لأسباب مختلفة أهمها مسألة استيراد الغاز الطبيعي بين البلدين، لكن الأمر انخفض بعدما أحست أن اسبانيا أصبحت مطالبة بتنويع شركائها عبر جميع القارات، خاصة إفريقيا التي تعتبر من خلالها المملكة أبرز الدول المتطورة بفضل موقعها الاستراتيجي وقربها لمدريد.

وأضاف نور الدين، أن الأمر الذي دفع اسبانيا للقيام بخطوة المونديال، وتوطيد العلاقات بعد اعتراف بالصحراء المغربية، هو أن النظام العسكري الجزائري من الناحية الدبلوماسية والاقتصادية، أصبح لا يتمتع بالمصداقية، نتيجة أسلوبهم المستفز وقرارتهم المزاجية مع عدد من الدول.

وأشار المتحدث ذاته، أن مدريد أصبحت واعية أن الجزائر تحاول خلق الفتنة بين مدريد والرباط، من بينها أزمة جزيرة ليلى حيث الجميع شاهد كيف أيدت الخارجية الجزائرية الموقف الإسباني، بالإضافة إلى واقعة إبراهيم غالي ودخوله بهوية مزورة تحت بن بطوش.

آخر الأخبار