المرزوقي لتبون الجزائر: من نصبك وليا على تونس التي هي أقدم من الجزائر

هشام رماح

فصل الدكتور منصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق في الواقع الحالي لبلاده بعدما أصبحت "ولاية" تحت جنح العسكر الجزائري وغدا رئيسها قيس سعيد، طيعا في أيادي الـ"كابرانات" الذين يراهنون على ديكتاتوريته من أجل ضمان استمرار الديكتاتورية في الجزائر، التي لا ينفك النظام الحاكم فيها على التدخل في شؤون تونس وفرض الوصاية عليها رغم أن تونس سابقة بكثير في التاريخ على الجزائر الطارئة.

منصف المرزوقي ودعوة العسكر للانشغال بديكتاتوريتهم

هاجم منصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، النظام العسكري الجزائري، مؤكدا على أنه "دائما وأبدا يتدخل في شؤون تونس"، قبل أن يعرج على عبد المجيد تبون، الرئيس الصوري، الذي وضعه العسكر في قصر "المرادية"، بسبب قولته إنه "لن يترك تونس تنهار"، إذ رد عليه منصف المرزوقي، مهاجما إياه "من نصبك وليا على تونس.. إن تونس دولة موجودة قبل الدولة الجزائرية.. ولها أسسها وشبعها الذي يحميها، وأنت ما شأنك".

وقال منصف المرزوقي في حوار صحفي ببرنامج "حديث مغاربي" على قناة "Canal 22"، إن النظام العسكري الجزائري يسعى لدوام الديكتاتورية في تونس، وهو يحميها حتى لا تسقط الديكتاتورية في الجزائر، مشيرا إلى أن الجزائر دائما تتدخل في الشؤون التونسية، وهو أمر أزعجه بعد ثورة الياسمين ما جعله يذهب إلى الجزائر طلبا لكفها عن حشر أنفها في شؤون بلاده.

وأفاد الرئيس التونسي السابق، بأن مصيبة النظام الحاكم في الجزائر تكمن في انشغاله بالتدخل في شؤون تونس، وأنه سعى لإخماد الثورة التونسية، ومبلغ همه ألا تقوم للديمقراطية قائمة فيها، خوفا من انتقال "عدواها" على النظام الديكتاتوري في الجزائر، وهو ما تحقق عندما خرج الجزائريون بالآلاف لإسقاط الديكتاتورية.

وأردف منصف المرزوقي، موجها كلامه لرموز النظام العسكري الديكتاتوري في الجزائر الذي يرعى الديكتاتور قيس سعيد، ضد الشعب التونسي إنه "ليس بمقدوركم حماية الديكتاتورية في تونس، إذ سنقسطها نحن التوانسة ولا يستطيع أحد إسقاطها لا أنتم ولا غيركم، محيلا على أن قيس سعيد ليس غير ديكتاتور كاريكاتوري، وهو صورة مشوهة عن الديكتاتور الذي يراهن عليه العسكر الجزائر، لاستمرار دوام الحال وجعل تونس ولاية لهم، وهم حتما يعدون العدة لديكتاتور حقيقي قد يشفي غليلهم.

ولفت منصف المرزوقي، في الحوار الصحفي الانتباه إلى أن تونس لم تتدخل يوما في الشؤون الداخلية للجزائر، لكن النظام العسكري الجزائري يتدخل باستمرار في شؤون تونس وبشكل فج، على حد وصفه، مضيفا أنه لم يعد سرا ما يضمره النظام الجزائري تجاه النموذج التونسي ما بعد الثورة.. ولذلك فإنهم يحاربوننا بكل الوسائل، ووضع العراقيل كي لا تنجح الديمقراطية التونسية ويعلم الله على ما أبنته لهم من حسن نوايا في علاقات جيدة محترمة.

منصف المرزوقي.. وقضية الصحراء المغربية

حول العلاقات المغربية التونسية الحالية، أفاد منصف المرزوقي، بأنها "كارثية" لتونس، بعدما استطاع النظام العسكري الجزائري اللعب بقيس سعيد، وادخلوه في مقايضة مقيتة، عند استقباله الانفصالي الرخيص إبراهيم غالي، طمعا في إنشاء "دولة" سادسة في منطقة المغرب العربي.

وأكد الرئيس التونسي السابق، بأن تونس على الدوام منذ فترة حكم الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي وفترة حكمه، نأت بنفسه عن الخوض في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وكانت تحاول رأب الصدع، مشيرا إلى أن قيس سعيد، جعل تونس طرفا في هذا النزاع وانحاز للجزائر بما فرق أكثر بين الجيران.

وحمل منصف المرزوقي، النظام العسكري الجزائري مسؤولية موت الاتحاد المغاربي، وإقناع الشعب الجزائري بما وصفه بسردية إنشاء دولة سادسة اسمها "بوليساريو" وهو ما اعتبره خطأ تاريخيا، يقترفه نظام الـ"كابرانات" في المنطقة.

وحول الحل المثالي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، فإن منصف المرزوقي، قال إنه يفكر في "الصحراويين" ولأجلهم أكثر مما يفكر القائمون على ميليشيات الجبهة الانفصالية، مؤكدا على أن الحل لن يكون خارج ثلاثة أبعاد.. وهي الصحراء داخل أرض المغرب داخل الاتحاد المغاربي، ليخلص على أن الحل الوحيد الذي يتبقى لحل النزاع المفتعل هو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.