قتلة الأصول... قتل أمه وفصل رأسها بسبب نظرة

الكاتب : الجريدة24

08 يوليو 2023 - 01:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

حالة استنفار قصوى في الحي بتلك المدينة. سيارات الأمن وعناصره، بعدد مهم وفي حالة تأهب للتدخل. كل الاحتياطات اتخذت خوفا من أي رد فعل عنيف منه. كان في حالة هيجان، مسلحا بشاقور وفي يده كيس، ويهدد كل من يقترب منه أو يصادفه. يجري بما يسمح به سنه وجسمه من سرعة، كما لو كان في سباق للعدو الريفي، بلا وجهة ولا مسافة أو منافسين. وحده يسير نحو المجهول.

شخص يحمل رأس امرأة ويهدد المارة. عنوان لخبر صادم تداوله سكان الحي والمارة في شوارعه وتقاسموه، وانتشر سريعا بمواقع للتواصل الاجتماعي. الحدث أخرج جميع المسؤولين الأمنيين من مكاتبهم. كان واضحا أنه غير طبيعي. حركاته، صراخه وتهديده الجميع، تكشف حالته الهستيرية والمرضية. العادي من البشر لا يمكن أن يتسلح بمثل نا تسلح به، أو يتصرف هكذا تصرف.

انتشرت عناصر الأمن بكل الشوارع والأزقة وأغلقت المنافذ وكثفت المراقبة. الكل يجري ويتربص. الحي في حالة استنفار. والخطر ما يزال طالما أنه ما يزال على تلك الحالة يتنقل من مكان لآخر. وبقي الحال على ذلك نحو ساعة ونصف، قبل أن يحاصره فريق أمني في زنقة ضيقة. أحاطوا به من كل جانب. لن يفلت هذه المرة، لكن توقيفه لن يكون سهلا. إنه يهدد الجميع. استعمال السلاح الوظيفي ولو من باب التحذير.

أطلق مفتش الشرطة طلقة من مسدسه في الهواء، وثانية وثالثة، لكن لا جدوى، ما زال في هيجانه. كان لا بد من استهداف أطرافه السفلي. إنه الحل الأخير لشل حركته. وكذلك كان ثلاث طلقات كانت كافية. اصابته في رجليه وسقط، لم يقوى بعدها على النهوض.

أخيرا سقط بعدما أتعب وأخاف الجميع. أحاطت به عناصر الشرطة شاهرة أسلحتها، فاستسلم، ما بقي في قدرته فعل شيء أو قدرة على المقاومة. صفد وحجز الشاقور. في الكيس المحجوز رأس امرأة يبدو مما تبقى من ملامح وجهها، أنها مسنة. اقتيد لولاية الأمن حيث بقي مصفدا طيلة انتظاره الاستنطاق طالت مدتها. وقبلها كان ادلى باسم صاحبة الرأس المفصول، ليتوجه فريق أمني بعدد مهم من الأفراد، إلى حيث توجد بفدقية الجسد.

كان محيط المنزل غاصا بالفضوليين، بعض وثق لحظة لا تنسى. صعوبة كبيرة وجدتها عناصر الأمن للقيام بمهمتها، بسبب هذا العدد الهائل من الناس. ضرب حزام أمني بمسافة أوسع، أنجع حل للسيطرة على الوضع. وهو ما تم.

داخل غرفة بذاك المنزل، كانت جثتها بدون رأس بغرفة ما تزال فيها التلفاز مشغلا على احداث مسلسل لم ينتهي. عليها عدة ضربات بأحجام مختلفة. طبيعة وبشاعة إصابتها، تكشف حجم وحشية قتلها والتمثيل بجثتها. لم تكن شخصا غريبا عن الشخص الذي روع الحي. هي أمه أجهض حقها في الحياة بطريقة انحفرت في قلوب من يعرفها، قبل الذاكرة.

كان ابنها الوحيد وضعته بعد زواج لم يدم سوى 3 سنوات، توفي بعدها زوجها في حادث سير. للتفرغ لتربيته ورعايته لم تتزوج من بعد والده. رهنت كل حياتها له ودللته كثيرا وبشكل جعل منه شخصا خمول وغير منتج، ينتظر كل يوم ما تمن عليه من مال. من حسن حظها أنها ورثت أملاكا وعقارات كانت تعيش وإياه من مدخولها أمن لهما عيشا رغيدا.

رغم خموله، كان حبه لأمه كبيرا. لكن احتكاكه بأصدقاء السوء، سيغير مجرى حياته وسيحوله من شاب خلوق إلى شخص رسم مساره في عالم الانحراف تدريجيا. بدأ بتدخين السجائر، وزاد المخدرات فالكوكايين قبل أن يدخل دوامة الإدمان على كل أنواع الموبقات، لينتهي به المطاف مريضا نفسانيا لم ينفع عرضه على طبيب مختص في شيء. كان يبيع ما يصف له من أقراص طبية مخدرة، لمدمنيها عوض تناولها.

تدهورت حالته النفسية تدريجيا وذاقت أمه مرارة غضبه كثيرا، فلطالما عنفها لفظيا وجسديا، لكنها لم تكن لتفرط فيه.  إنها تحبه ورهنت حياتها وحرمت نفسها من متعها، لترضيه. لم تتوقع أن تموت على يديه.

في ذاك اليوم استفاق متأخرا وتوجه إليها. كانت في غرفتها تتفرج على حلقة من مسلسل واظبت على تتبعه. لم يحييها كعادته، وطلب منه أن تبيع منزلا ورثاه ويذر كراؤه عليهما مدخولا. نظرت إليه باستغراب وخفضت عينيها. نظرة قرأها بطريقته فاستشاط غضبا. انسحب لحظة لكنه سرعان ما عاد. هذه للمرة كانت شرارة الغضب تتطاير من عينيه. كان مسلحا بشاقور عادة ما كانت تستعمله لتقطيع لحم العيد. لكنه سيفصل به رأسها. لم يناقشها وتوجه إليها معاتبا بعدما استفزته نظرتها. لم يمهلها للدفاع عن نفسها وتبرير سر نظرتها وبراءتها. شرع في ضربها بشكل عشوائي وفي كل الأماكن ولم يتوقف حتى وقد لفظت أنفاسها. حينها مر للمرحلة الثانية بفصل رأسها. حمله وغادر ليروع ناس الحي وكل من صادفه.

هذا ما حكاه لضابط شرطة استنطقه بعد استرجاعه هدوئه. لقد انتهى به الأمر في زنزانة باردة في انتظار حكم بحجم بشاعة جريمته. قتل حضنا دافئا وأم حنونا ويجتر مرارة خطئ لا يغتفر، ما لم تكن الخبرة الطبية المقرر إجراؤها عليه، سلاحه للنجاة

آخر الأخبار