دراسة سعودية أوصت بنقل قبر الرسول إلى مكان مجهول

الكاتب : الجريدة24

05 مايو 2023 - 06:00
الخط :

كانت دراسة سعودية قد اوصت بنقل قبر الرسول على هامش أشغال توسعة الحرم المكي، تختزل في حقيقتها، طريقة تفكير العقل الفقهي المهيمن على دوائر القرار ببلاد الحرمين الشريفين.

الدراسة ، هي عبارة عن بحث فقهي عقدي تناولت "عمارة مسجد النبي عليه السلام ودخول الحجرات فيه"، أنجزها عالم دين سعودي، اسمه علي بن عبد العزيز بن علي الشبل، وهو ابن الشيخ عبد العزيز الشبل الذي كان يعمل مدرسا في الحرم النبوي في المدينة المنورة، تحصل الشبل على البكالوريوس من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم العقيدة كلية أصول الدين،و يعمل أستاذا مساعدا بكلية أصول الدين قسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، بعد أن تتلمذ على يد أقطاب الفكر الوهابي عبد العزيز بن باز ومحمد بن عثيمين وهما احد اركان مؤسسة الإفتاء الرسمية بالمملكة العربية السعودية.

الدراسة انصبت، كما يقول صاحبها، حول الشبه التي يتعلق بها القبوريون في تسويغ بناء المساجد على الأضرحة أو دفن قبور الصالحين والأولياء داخل المساجد ، والرد عليها.

سمحت الدراسة للمتبعين للمدرسة الوهابية بمعرفة موقفها من مسالة عمارة المساجد وتزيينها. فزخرفة المساجد بحسب صاحب الدراسة، هي من البدع التي وردت على المسلمين، بل من التكاليف الباهضة و أن التباهي في بناء المساجد والعناية بزخرفتها وتزينها بالكتابات الرسوم وأمثال ذلك هو من التشبه بأهل الكتاب من النصارى ،وهذا معدود من أشراط الساعة ، كما في حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ "من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد ".

قصة بناء مسجد النبي والمكان الذي دفن فيه

بنى النبي –ص- مسجده أول ما قدم مهاجراً إلى المدينة ، وكان لهذا سبب وقصة ، رواها الصحابي الجليل أنس بنمالك  "قَدم النَّبِىُّ الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ أَعْلَى الْمَدِينَةِ ، فِى حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ ، فَأَقَامَ النَّبِىُّ  فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي النَّجَّارِ فَجَاءُوا مُتَقَلِّدِى السُّيُوفِ ، كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى النَّبِىِّ  عَلَى رَاحِلَتِهِ ، وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ ، وَمَلأُ بَنِى النَّجَّارِ حَوْلَهُ ، حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِى أَيُّوبَ -أي : ألقى راحلته ورحله وترك هناك- وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ ، وَيُصَلِّي فِى مَرَابِضِ الْغَنَمِ ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَلإٍ مِنْ بَنِى النَّجَّارِ -وجاء في بعض الروايات أن الفناء ليتيمين هما سهل وسهيل ابني رافع من بني النجار وأرسل الرسول لهما أو لوليهما-  فَقَالَ : يَا بَنِى النَّجَّارِ ثَامِنُونِى بِحَائِطِكُمْ هَذَا ، قَالُوا لاَ وَاللَّهِ ، لاَ نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلاَّ إِلَى الله ، الا أنه أبى إلا أن يأخذوا ثمنه ودفع ثمنه الصديق رضي الله عنه عشرة دنانير ذهبية . فَقَالَ أَنَسٌ : فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ ، قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ ، وَفِيهِ خَرِبٌ -أي : جمع خربة وهي البناء المنهدم- وَفِيهِ نَخْلٌ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ  بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ ، ثُمَّ بِالْخَرِبِ فَسُوِّيَتْ ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ ، فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ ، وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ الْحِجَارَةَ -وهما ما يشد البناء من حواليه بالنسبة للداخل فيه- وَجَعَلُوا يَنْقُلُونَ الصَّخْرَ ، وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ ، وَالنَّبِىّ مَعَهُمْ وَهُوَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ لاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُ الآخِرَهْ  *** فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ "

بناه باللبن والطين والحجارة ، فجعل أساسه من الحجارة ، وجعل جداره من اللبن ، والطين يجعلها متزاوجة ، ورفعه إلى ارتفاع سبعة أذرع ، وجعل أعمدته من جذوع النخل التي قطعت من الأرض ، وضعت في قبلة المسجد ، وكان سقف المسجد من الجريد والخصاف وطينوه بالطين يحميهم من الحر والمطر .

وكان المسجد بعد البناء على صفة صحن مكشوف في وسطه ، وله في الشمال والجنوب رواقان على صفة ظلتين . وكان مساحة هذا البناء -وهو الأول - 70 ذراعاً × 60 ذراعاً .اي 1050 متر مربع.

وكانت سواري المسجد جذوعاً من نخل ، وكان سقفه جريداً وخوخا ليس على السقف كثير طين إذا كان المطر سال المسجد طيناً إنما هو كهيئة العريش أي عريش النخل في المزارع وغيرها .

بناء حجرات زوجات الرسول :

بنى الرسول حجرات زوجاته لما بنى المسجد  وكان موضعها ما بينه وبين القبلة والمشرق، وكانت خارجة عن المسجد بينما أبوابها شارعة في المسجد.

وكانت قبلة المسجد في أول الأمر إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً ثم حولت إلى الكعبة بمكة .

ولم يكن في مسجده محراب بل كان بينه وبين الجدار قدر ممر شاة . وكذا كان بين المنبر والجدار قدر ما تجوزه الشاة .

ولم يتخذ المحراب في المسجد إلا في عهد الوليد بن عبد الملك . أما منبره فجاء وصفه في حديث سهل بن سعد الساعدي  وذلك أن رجالًا تجادلوا في المنبر مما عوده؟ فسألوه عن ذلك فقال : " والله إني لأعرف مما هو ، ولقد رأيته أول ما وضع ، وأول يوم جلس عليه رسول الله ، أرسل رسول الله إلى فلانة ، امرأة قد سماها سهل ، فقال : مري غلامك النجار أن يعمل لي أعواداً أجلس عليهن إذا كلمتُ الناس ، فأمرتْهُ ، فعَمِلها من طرفا الغابة ، ثم جاء بها ، فأرسلت إلى رسول الله "

وكان المنبر من ثلاث درجات ، وكان يهتز بالرسول  إذا خطب واشتد في خطبته.

توسعة مسجد النبي في حياته

هذا العمار الأول للمسجد ، وقد وسعه الرسول في السنة السابعة من الهجرة بعد فتح خيبر لما كثر المسلمون وزادت المؤنة بفتح خيبر حتى أصبح 100 ذراعاً ×100 ذراعاً ، مع وضع الطين في سقفه وتكثيفه ، وأبقاه على ارتفاعه الأول سبعة أذرع.

وقد جعل فيه عليه السلام ثلاثة أبواب : باب عاتكة من الغرب ، وباب من الشمال ، وبابه الذي يدخل منه جهة حجراته.

تطور بناء المسجد في عهد عمر

وكان هذا في السنة السابعة عشرة من الهجرة ، وكان سقف المسجد من جريد النخل ، وأمر عمر ببناء المسجد : وقال أستر الناس وأحميهم من المطر ؛ وذلك أن الناس كثروا فاحتاج المسلمون إلى زيادة المسجد وتوسيعه ليسعهم لا سيما وقد وسعه النبي بعد فتح خيبر .

بنى عمر المسجد على هيئة بناء الرسول ، فجعل في وسطه صحن ، وجعل ارتفاعه أحد عشر ذراعاً ، وبنى أساسه بالحجارة إلى طول قامة رجل ، وكمله إلى سقفه باللبن والطين ، ثم جعل سقفه من الجريد والخوص والطين أو جعل فوق سقفه سترة بمقدار ثلاثة أذرع تقريباً.

وكانت توسعة عمر من جهة القبلة وهي الجنوبية ومن الغرب ومن الشمال حتى أدخل في هذه التوسعة بعض بيوت الصحابة كالعباس ودار جعفر بن أبي طالب لمجاورتها المسجد .

وجعل للمسجد ستة أبواب ، فزاد ثلاثة على ما كان عليه زمن النبي وأبي بكر للحاجة إليها .

وبلغت أذرع المسجد بعد زيادة عمر نحواً من 140×120ذراعاً ، أي : 60 مترا في 70 مترا  .

ولم يتعرض للزيادة من الجهة الشرقية التي فيها حجرة عائشة رضي الله عنها ، وهي المشتملة على قبر النبي –ص-وقبر صاحبه أبي بكر لا سيما ، وقد أخذ دوراً من الغرب والشمال لزيادته . وهذا مع كثرة الفتوح في عهده وتوفر المال

توسعة الحرم المكي في عهد عثمان :

كانت في السنة التاسعة والعشرين للهجرة وكان سبب زيادة عثمان وعمارته للمسجد حاجة الناس إليها حيث كانوا يصلون في أيام الجمع في الرحاب خارج المسجد ، فشكوا إليه ضيق المسجد .

واقتصرت توسعة عثمان على الجهات الثلاث القبلية -الجنوبية- الغربية والشمالية دون التعرض للجهة الشرقية .

وجعل في المسجد كوة في المحراب-الجهة القبلية-  وجعل أعمدة المسجد الحجارة التي فيها أعمدة الحديد الرصاصي . حيث نخرت جذوع النخل التي كانت في البناء السابعة .

وكانت زيادة عثمان رضي الله عنه بالأذرع 160×150 ذراعاً  أي 80 مترا على 70 مترا وأبقى على أبواب عمارة عمر مع ما اشتمل ذلك من إدخال بعض الدور في المسجد

آخر الأخبار