بعد اقتراب عيد الأضحى.. هل ستلجأ الأسر المغربية مجددا إلى الاقتراض لتغطية نفقاتها؟

الكاتب : انس شريد

04 مايو 2023 - 11:50
الخط :

ما زالت الأسر المغربية خاصة الفئات الهشة والمتوسطة، تعاني بشكل كبيرة لخلق نوع من التوازن في تدبير قوتهم اليومي وكذا الأعياد، الأمر الذي دفعها مرارا إلى الاقتراض لتغطية نفقاتها.

وطالب عدد من المهتمين بالشأن السياسي والاقتصادي، بضرورة اتخاذ عدد من التدابير المستعجلة، لتخفيف من شدة معاناة الفئات الهشة والمتوسطة، التي تعاني من تراكم الديون، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، والتوقعات التي تشير على أن الأغنام سترفع زيادات مهولة مقارنة بالسنوات الماضية.

وأجمع عدد من الخبراء، في الفترة الأخيرة، أن الحكومة تمتلك جميع الصلاحيات لحماية القدرة الشرائية للمواطنين بعد تراكمت عليها الديون، عبر نهج المادة الرابعة من قانون حرية الأسعار والمنافسة، لتسقيف الأثمنة.

كما طالبت المعارضة البرلمانية، في أسئلتها الأخيرة الموجهة للحكومة، مؤخرا، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، بضرورة ممارسة دور الوسيط بين المستهلك والمنتج، لوضع حد للمضاربين والمحتكرين في أسواق الجملة، مع إنهاء مظاهر الشناقة في الأسواق الشعبية.

فيما أفادت الإحصائيات النقدية الصادرة عن بنك المغرب، ارتفاع قيمة مديونية الأسر لفائدة البنوك بـ1.8 مليار دولار، أي 180 مليار سنتيم، خلال الشهرين الماضيين، بزيادة نسبتها 3.6 % مقارنة في نفس الفترة من العام الماضي.

وأبرز ذات المصدر، أن إجمالي القروض الاستهلاكية ارتفع بزائد 0.4 % خلال مارس الماضي، أي بـ1.5 مليار درهم، لتقفز إلى 57.7 مليار درهم.

ومن جهتها، سجلت القروض معلقة الأداء بذمة الزبناء، بينهم الأسر، لفائدة البنوك، تطورا بزائد 2 % مقارنة في نفس الفترة من العام الماضي، أي بـ4.3 ملايير درهم، لتقفز إلى 90.6 مليار درهم.

وفي المقابل، كشفت المندوبية السامية للتخطيط وفق الاستطلاع الذي قامت به، أن 88 في المائة من الأسر صرحت أن لا تقدر على الادخار، نظرا للوضعية الحالية، فيما 12 في المائة عبرت عن قدرتها في الادخار خلال 12 شهرا المقبلة.

كما توقع 74 في المائة، من الأسر المغربية، استمرار الزيادات التي تشهدها المواد الغذائية، في حين لا يتجاوز معدل الأسر التي تنتظر انخفاضها 4 في المائة، وفق ما كشفت عنه المندوبية السامية للتخطيط.

ويسود تخوف كبير في صفوف العديد من المغاربة، من ارتفاع أسعار بيع الأغنام هذه السنة، خاصة أن مربو الماشية، اشتكوا في الفترة الأخيرة، من الزيادات التي طرأت في أسعار الأعلاف، بعدما تجاوزت الزيادات نسبة 30 في المائة مقارنة بالسنة الماضية.

ومن المرتقب أن تقوم الأسر المغربية، نتيجة أزمة الغلاء إلى الاقتراض، سواء من لدن الأبناك أو الجيران أو العائلة، بغية الظفر بالأضحية.

كما قال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، خلال الندوة الصحفية التي تلت الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، إن الحكومة معبأة لإنجاح محطة عيد الأضحى، من خلال توفير الأغنام لجميع الأسر المغربية، بأثمنة معقولة.

مبرزا أنه تم اتخاذ عدد من الإجراءات الاستعجالية بعد توالي سنوات الجفاف، من بينها تخصيص 10 مليار درهم للعالم القروي، حيث تم توجيه جزء منها لإغاثة الماشية.

وأوضح المتحدث ذاته، أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، يشتغل شخصيا، لتطوير الإنتاج الفلاحي بشكل عام، بعد الجفاف الذي يعاني منه المغرب.

آخر الأخبار