سيدي إفني: حصص الحج لأعوان السلطة تثير تساؤلات برلمانية

أمينة المستاري
لم تدم فرحة شيخ قروي بزيارة المقام الشريف طويلا، فقد استفاق من حلمه على كابوس إلغاء استفادته من مقعد لأداء الحج خصصته مؤسسة الأعمال الاجتماعية لموظفي وأعوان وزارة الداخلية.
"الشيخ" الذي يتحدر من قيادة آيت لرخا بإقليم سيدي إفني ويبلغ 80 سنة، فوجئ قبل أيام بمكالمة هاتفية من عمالة سيدي إفني تبشره بحصوله على مقعد ويطلب منه أحد الموظفين بإعداد ملفه لقضاء مناسك الحج.
لم يصدق عون السلطة سمعه، فقد انتظر عقودا وانتظر بفارغ الصبر هذا اليوم، وهو الذي قضى سنوات من عمره يعمل كعون سلطة بالعالم القروي ويقدم خدمات عديدة.
استنهض الرجل همته وبدأ يستعد معنويا وماديا بمعية أفراد أسرته، لكنه تلقى صدمة بعد أيام، فقد تلقى مكالمة من نفس الجهة تبلغه بإلغاء استفادته وبكون عون سلطة آخر من جماعة بوطربوش بالإقليم سيحل محله.
أصيب عون السلطة الثمانيني بإحباط وحالة نفسية بعد الصاعقة التي أصابته مباشرة بعد سماع المكالمة، واستنكرت أسرته "الحكرة" و"الميز" الذي تعرض له بعد هذا العمر والسنوات التي قضاها يخدم بلده.
قضية "عون السلطة" كانت مثار سؤال كتابي للنائبة البرلمانية النزهة أباكريم، عن الفريق الاشتراكي التي وجهته لوزير الداخلية، تساءلت فيه عن المعايير التي تعتمدها وزارة الداخلية في اختيار أعوان وموظفيها للاستفادة من مقاعد الحج المخصصة لهم في إطار مؤسسة الأعمال الاجتماعية، وعن التدابير الاستعجالية التي ستقوم بها الوزارة لفتح تحقيق في النازلة وإعادة الحق لصاحبه قبل انقضاء وقت التسجيل. كما استفسرت عن الإجراءات التي تعتزمها وزارة الداخلية لوضع حد للتلاعب الذي يطال الملف تفاديا لتكرار مثل هذه الواقعة التي خلفت موجة من الاستياء في داخل أسرة الشيخ وفي البلدة التي يعيش فيها.