الركراكي مندهش من توقيت الهجوم على زكرياء بوخلال

هشام رماح

بعد أشرف حكيمي، لاعب "باريس سان جيرمان"، وما لحقه من مضايقات "قضائية" في فرنسا، جاء الدور على زكرياء بوخلال، لاعب نادي "تولوز"، الذي وجد نفسه وسط زوبعة أثيرت حوله، على خلفية حديث دار بينه وسيدة من قوات الشرطة الفرنسية، أثناء الاحتفال بتتويج ناديه "تولوز" بكأس فرنسا، بعد فوزه على "نانت" بخمسة أهداف مقابل هدف سجل الدولي المغربي واحدا منها.

هذا الأمر جعل وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني، يكسر طوق الصمت لينبري مدافعا عن زكرياء بوخلال، في تصريحات أدلى بها لصحيفة "L’Equipe" الفرنسية، مبديا استغرابه مما أثير حول اللاعب الخلوق، والذي جعل النادي يعاقبه بالمنع من التدريبات مع باقي اللاعبين، حتى إشعار آخر، فضلا عن إخضاعه للتحقيق.

وليد الركراكي، وفي تصريحاته للصحيفة الفرنسية، أفاد بأن زكرياء بوخلال، يظل لاعبا أبعد ما يكون عن المشاكل، قائلا "إذا كان هناك لاعب واحد لا أتخيل أن يكون حوله هذه النوع من القصص، فهو زكريا بو خلال"، مضيفا بأنه "لاعب محترم، يتمتع بأخلاق طيبة وثقافة جيدة بفضل والديه، لقد كنت محظوظا بلقائهم في قطر بكأس العالم 2022".

وكان نادي "تولوز"، أعلن قبل يومين، أن عقوبة زكرياء بوخلال ترتبت بسبب الاتهامات التي نشرتها إذاعة "مونت كارلو" بالتحدث بطريقة سيئة إلى سيدة من قوات الشرطة الفرنسية بعدما طلبت من اللاعب التحلي بالهدوء خلال الاحتفالات لكنه رد عليها قائلا: "من المكان الذي أتيت منه، السيدات لا يتحدثن إلى الرجال بهذه الطريقة".

وفي تعقيبه على الاتهامات التي وجهت إلى الدولي المغربي، قال الناخب الوطني إن "سلوكه في كأس العالم كان فوق الممتاز.. لقد كانت مديرة الفريق امرأة، وعندما كانت تصرخ في اللاعبين كان يطأطئ رأسه.. إنه يكن الكثير من الاحترام للآخرين، وكان فخورا بتمثيل بلاده، حتى بعد هدفه ضد بلجيكا لم يتصرف بشكل مبالغ فيه".

وتحوم شكوك حول أن ما أثير بشأن زكرياء بوخلال، وما رافق ذلك من تهويل، أن تشويه سمعة اللاعبين المغاربة أصبحت ممنهجة في فرنسا، وهو أمر أذكى الاستغراب لدى وليد الركراكي، ما جعله يؤكد على أنه "مندهش من توقيت ما حدث. لقد اتصل بي زكرياء بوخلال ونفى بشدة هذه المشاجرة".

ويبدو أن الدولي المغربي الذي اختار اللعب لـ"أسود الأطلس"، واحتفى كثيرا بالعلم المغربي بعد نهاية مباراة نهائي فرنسا، التي كان أحد عرسان تلك الليلة بتوقيع أحد الأهداف الخمسة، لم يرق كثيرا للفرنسيين، ما جعلهم يوجهون مدفعيتهم نحوه، وهو ما جعل الناخب الوطني يفيد لصحيفة "ليكيب" بالقول "ليس لدي ما أعلق عليه بخصوص سلوكه. على الرغم من أنه لا يتحدث الفرنسية أخبرته أنه سيحتاج إلى تعلمها بسرعة لفهم بيئته بشكل أفضل".

يشار إلى أن اللاعب المتحدر من أم مغربية وأب ليبي، كان رفض المشاركة مع فريقه "تولوز" في مواجهة خصمه "نانت" في مباراته الأخيرة برسم البطولة الفرنسية، بسبب رفضه لارتداء قميص يدعم المثليين، وهو نفس الاختيار الذي قرره كل من الفرنسي "موسى ديارا" والبوسني "سعيد هاموليتش"، ثم الجزائري "فارس شايبي" و"لوجان كوستا" من الرأس الأخضر، إضافة إلى المصري "مصطفى محمد" لاعب "نانت" الذي رفض أيضا المشاركة في المباراة لنفس السبب قبل أن يعلن نادي "تولوز" عن معاقبته ماديا.

وفيما أدلى نادي "تولوز" ببيان أكد من خلاله على أن النادي يحترم اختيارات اللاعبين ولكنه قرر استبعادهم من المباراة، دون زكرياء بوخلال، عبر حسابه على "تويتر"، "لقد اتخذت القرار بعدم المشاركة في مباراة اليوم، أولا وقبل كل شيء أرغب في التأكيد على أنني أحمل أقصى قدر من الاحترام لكل فرد بغض النظر عن تفضيلاتهم الشخصية أو الجنس أو الدين أو الخلفية وهذا مبدأ لا يمكن التعبير عنه بما فيه الكفاية".

وأضاف الدولي المغربي أن "الاحترام هو قيمة احتفظ بها تجاه الآخرين وتجاه معتقداتي الشخصية وبالتالي لا أعتقد أنني الشخص المناسب للمشاركة في هذه الحملة وأتمنى بصدق أن يتم احترام قراري كما نرغب جميعا في أن نتعامل باحترام".