هل ستنجح الحكومة في إعادة تشكيل لجنة تقييم مخطط المغرب الأخضر؟

لا زالت قضية غلاء الأسعار في جل المواد الغذائية، تثير احتقانا متزايدا داخل الأوساط الاجتماعية والسياسية، لتتعالى الأصوات بضرورة مراقبة مراحل الإنتاج للقضاء على المضاربين والمحتكرين، بعد فشل مخطط المغرب الأخضر، في إيجاد الحلول المستعجلة لحماية القدرة الشرائية للمغاربة.

وعبر عدد من المهتمين بالشأن السياسي والاقتصادي، وفق تقاريرهم الأخيرة، عن عدم ارتياحهم لمخطط المغرب الأخضر، بعد تهميش النمط الفلاحي الموجه للاستهلاك الداخلي والاستغناء عن الفلاحة المعيشية التي كانت صمام أمان للغذاء.

ونبهت المصادر ذاتها، لمسألة الزيادات التي طرأت بشكل كبير على أسعار المواد الاستهلاكية والمنتوجات الفلاحية، حيث أربكت سلاسل الانتاج وقضت على الحلقة الضعيفة، وهي الفلاح الصغير والمستهلك البسيط.

وفي المقابل، دعت فرق الأغلبية بمجلس النواب، خلال اجتماع هيئة الرؤساء، إلى إعادة تشكيل اللجنة الموضوعاتية المؤقتة المكلفة بتقييم مخطط المغرب الأخضر.

وطالب فرق التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال والفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي، من رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، بإعادة تشكيل هذه اللجنة طبقا لمقتضيات النظام الداخلي للمجلس، حتى تمكن من استكمال دراسة ومناقشة وتقييم مخطط المغرب الأخضر في آجال معقولة بما يساهم في تطوير القطاع الفلاحي.

كما دعا رؤساء الأغلبية، إلى بذل المزيد من الجهد من أجل تسريع وتيرة العمل التشريعي والرقابي، وفق المسطرة الجاري بها العمل.

وثمن رؤساء الأغلبية، على المسار التي تعرفه المشاريع ومقترحات القوانين المعروضة على أنظار المجلس، مشيدين بالدينامية الإيجابية التي تعرفها أنشطة اللجان النيابية في مختلف الملفات.

فيما أكد استطلاع جديد للرأي حول مخطط المغرب الأخضر، توصلت به الجريدة 24، أن 94,2  في المائة من المشاركين يرون أن مخطط المغرب الأخضر لم يتمكن من خفض أثمنة المنتوجات الفلاحية، أما 89,3 في المائة من المشاركين بأنهم غير راضين بشكل عام عن مخطط المغرب الأخضر.

ووفق نتائج الاستطلاع، فإن 86,8 في المائة من المشاركين أكدوا أن المخطط لم ينجح في تحسين ظروف عيش ساكنة العالم القروي، كما 83,7 في المائة عبروا عن عدم رضاهم من تعزيز الأمن الغذائي الوطني.

وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، قد أكد مؤخرا، خلال جلسة للمساءلة الشهرية بمجلس النواب، إن مخطط المغرب الأخضر ساهم في مضاعفة الناتج الداخلي الخام الفلاحي ليتجاوز سقف 127 مليار ‏درهم، مع مضاعفة الصادرات ثلاث مرات.

وتابع أخنوش، إن الأرقام الخاصة بالمغرب الأخضر، ساهمت في خلق أزيد من ‏‏50 مليون يوم عمل إضافي، مع تحسين متوسط الدخل الفلاحي بالعالم القروي بنسبة 66 بالمائة.

كما أوضح رئيس الحكومة، أن الإجراءات المتخذة خلال السنوات الأخيرة، ساهمت بتنمية سلاسل الإنتاج ‏وضمان استدامتها، بعدما تمكنت المملكة من مضاعفة المساحات المسقية بالري بالتنقيط 4 مرات، مع غرس أزيد من 590.000 ‏هكتار بالأشجار المثمرة، مع وضع البرنامج ‏الوطني لتنمية المراعي بهدف الإدارة المستدامة للموارد الرعوية، وغيرها من البرامج التي همت الثروة الحيوانية، بهدف تغطية الحاجيات الاستهلاكية.