هكذا تحاول "لوموند" أن تصنع من قذرات "النضال" أبطالا

الكاتب : الجريدة24

29 مايو 2023 - 08:00
الخط :

سمير الحيفوفي

عندما يتعلق الأمر بالمغرب، فإنه صحيفة "لوموند" وما يماثلها من صحف الدولة العميقة في فرنسا، يمتشقون كل الأوصاف مثل "المناضلة" و"الحقوقية" ويغدقونها على سقط المتاع مثل سعيدة العلمي، التي كشفت عن بذاءتها وقذراتها من خلال تدوينات سابقة حررتها بكلمات نابية لا تمت للمروءة والاحترام بصلة، بقدر ما تنم عن سفالة ونذالة لا حصر لهما.

وانبرت صحيفة "لوموند" من جديد، لتبجيل سعيدة العلمي، ووضعها في مصاف غير ما تستحق، وهي التي لقيت وبال أمرها، بعدما جرى الحكم عليها، بالحبس لعامين على خلفيّة تصريحات مسيئة للملك والقضاء، وهي التي كانت تقضي عقوبة بالحبس لثلاثة أعوام بسبب تدوينات على "فايسبوك".

ورأت الصحيفة الفرنسية، في قضية سعيدة العلمي، ما لم يره القضاء المغربي، الذي انتصر للدلائل المثبتة في حق سعيدة العلمي، وما اقترفته يداها، منذ أن وسوس لها شياطين الإنس، من بقايا "النضال"، وأوعزوا لها أن تصطف إليهم، إلا أنها زاد في الحمق حمقا، على أن انزلقت وسقطت وحيدة، تعد الأيام والليالي، بين جدران الزنزانة.

وكما أن "لوموند" دافعت عن الرئيس إيمانويل ماكرون، عندما جرى تشبيهه بالزعيم النازي "أدولف هتلر"، خلال ملصقات على شوارع بعض المدن الفرنسية، واعتبرت أن في ذلك تجاوز لحرية التعبير، إلا أنها لم تجد غضاضة في أن تنقلب على عقبيها، وتعتبر إساءات "سعيدة العلمي" لمؤسسات المملكة المغربية، حقا وحرية لها أن تمارسهما كما شاءت ومثلما تشاء.

وأصبح معتادا أن تنقض "لوموند" ومن يغني مثلها ضمن "كورال" الدولة الفرنسية العميقة، على أي شيء يهم المغرب وقضائه المستقل، والمتجرد من أي تبعية أو محاولة للوصاية من لدن الفرنسيس أو غيرهم، فمن أذنب يجزى والجزاء من جنس العمل، وهو أمر تذوقه حاليا سعيدة العلمي، التي غرر بها بقايا الرفاق، إلى أن أودوا بها إلى السجن حيث تفني حاليا زهرة عمرها، بينما هم يتاجرون بمآسيها في الخارج.

فهل ظلمت سعيدة العلمي؟ وقبل هذا هل هي بالفعل "مناضلة" تستحق رداء البطولة الذي تحاول أن تلبسها إياه "لوموند"؟ قطعا لا. فسعيدة العلمي، 49 سنة، راحت ضحية من أوهموها أنها "دون كيشوت" وجعلها تصارع الطواحين الهوائية، لكنها ولأجل ذلك خرجت عن السطر وانفلت عقالها لتستعمل من قاموسها كل الكلام البذيء الذي يند له الجبين، وهي توجه كلامها لموظفين عموميين، وقد وصفتهم بـ"القواويد" و"الجرذان" و"الكلاب الضالة" و"أصحاب العهر"..

فهل في هذه الأوصاف التي لطخت بها سعيدة العلمي، حائطها الفايسبوكي، وهي تشتم موظفين عموميين، ما يحيل ولو من بعيد على أنها مناضلة وقبل كل هذا "حُرَّة قُحَّة"؟ أما أن في ذلك تأكيد على معدن هذه الشاكلة من مخبوءات الزمن الذي نعيشه، والذي يدفع البعض لتحليل الجيفة، وتسمية الأشياء بغير مسمياتها، ووصفها بـ"المناضلة" مثل "لوموند".

الأكيد أنه ليس كل كلام مباح، وأن سعيدة العلمي، بكلامها السافل، ألحقت اضرارا قاسية بمن واجهتهم بهكذا أوصاف يعجز اللسان العفيف عن النطق بها، أو العقول الحصيفة عن ترجمتها إلى كلمات مدونة، فلا أحد يرتضي لنفسه أن يوصف بـ"القواد" أو "الكلب الضال" أو "بذرة العهر"...، لكن بقايا النضال، لا ينفكون ينتحلون لها كل الأعذار بل ويلبسونها لبوسا غير ما تستحق.

آخر الأخبار