لمَّا سقطت ورقة التوت عن قناة "الجزيرة" القطرية الجزائرية

الكاتب : الجريدة24

01 يونيو 2023 - 01:37
الخط :

 هشام رماح

سقطت ورقة التوت عن قناة "الجزيرة" القطرية، وانكشف بعدما التفت ساق حاكم قطر بساق الرئيس الصوري الجزائري، أنها أصبحت لا تلوي على شيء غير مقابلة كرم المغرب مع قطر باللؤم، وتوازي ذلك بسعي حثيث ودؤوب لتجميل وجه بشع لنظام عسكري ذميم، لا يرمي إلى اللّحمة بقدر ما ينشد الفرقة.

وفيما قررت القناة الممولة من مشيخة قطر الاستغناء عن عبد الصمد ناصر، الصحفي المتميز، وإنهاء مشواره الذي ابتداء فيها منذ 1997، بسبب تدوينة دافع فيها عن المملكة المغربية وصحرائها وعن الحرائر المغربيات، فإن في هكذا قرار ما يبعث على الحيرة إزاء المحركات التي تجعل هكذا قناة، تنبري للتخلص من الصحفي المخضرم لأسباب لم تسبغها أبدا على من يناصبون العداء للمغرب والمغاربة، ممن يشتغلون فيها.

ولنسلم بأن "الجزيرة" الإخبارية، قررت شطب عبد الصمد ناصر من هيئة صحفييها، لأنه غرَّد مدافعا عن بلاده، فلم لم تتخذ مثل هذا القرار في حق الفلسطيني الهجين "جمال ريان" مثلا، الذي أطلق مرارا سهامه المسمومة تجاه المغرب، ولم تتحرك القناة قيد أنملة؟ أم أن هذا "الإمعة" محجوب عن رادار إدارة القناة، بحصانة من المشيخة القطرية، التي توعز له نشر ما تريد حتى يصرف لها ما ترمي إليه، عبر زمرة العملاء الذين ترضى عنهم داخل القناة مثل خديجة بن قنة، أيضا.

وثم لماذا لا تعمد قناة "بي إن سبورت" التابعة للقناة إلى التخلص من العميل الجزائري "حفيظ دراجي" الذي أعلنها حربا إعلامية شعواء ضد المغرب، وهرطق وافترى كل شيء مقيت في حق المملكة المغربية، مستغلا اشتغاله في القناة العنابية لإرضاء أسياده من الجنرالات القابضين على الجزائر بقبضة من فولاذ، كما أصبحوا يتحكمون كذلك في قنوات قطر، وفي كل ما هو مبرمج عليها.

إنها قسمة ضيزى ولا جدال في ذلك، لكنها ليست كذلك في واقع الأمر، فالصحفي عبد الصمد ناصر، لم يكن ضحية حكم جائر وحسب، وإنما هو ضحية تكالب بيِّنٍ وواضح بين مشيخة قطر والنظام العسكري المارق في جارة السوء، وفي ذلك ما ينم عن تحالف انبرم بين النظامين ضد المملكة الشريفة وأبنائها، وهو تحالف جعل لعملاء العسكر في القناة اليد الطولى، يصرفون كل من يقف في وجوههم ويمنون بالثناء على من يخدم أجندتهم المقيتة.

وبالعودة إلى قطر، فكما يبدو عادت حليمة إلى عادتها القديمة، واستأنست من جديد لمناصبتها العداء للمغرب، الذي سندها وكان خير مدافع عنها بالأفعال لا الأقوال متى اشتدت عليها الأهوال، وكابد شعبها تحت حصار الأشقاء في الخليج، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

لكن هذا أمر حتما ليس في حسبان حكام قطر الذين انقلبوا على أعقابهم، ونفضوا عنهم جمائل المملكة الشريفة، وعادوا من جديد إلى ديدنهم في بت الفتنة وإثارة الفرقة، وذلك مبلغ علمهم.

آخر الأخبار