"رمطان لعمامرة" يحصد نتائج أطماعه "الرئاسية" بعدما حجب عنه العسكر جواز سفره الدبلوماسي

هشام رماح
النظام العسكري الجزائري يأكل "أبناءه" تباعا ولا يبقي منهم من قد يهدد مخططاته، وآخر هؤلاء "رمطان لعمامرة"، وزير الخارجية السابق، الذي جيء به هرما إلى هذا المنصب، لعله يقضي أمرا مأمولا من لدن الـ"كابرانات" فرجع لهم بخفي حنين، حتى صرفوه من الخدمة، ونكلوا به دون أن يرحموه في شيء.
الآن جرت مياه كثيرة تحت الجسر، ولم يعد "رمطان لعمامرة" "الدابة السوداء" (La bête noire) للدبلوماسية المغربية، مثلما صورته أبواق العسكر وسوقت لقدومه، وقد وجد نفسه منبوذا مذموما لا يستطيع حتى الحصول على جواز سفر دبلوماسي، مثلما هو متعارف عليه، في مثل هكذا حالات.
ومنذ أن حصد الإخفاقات تواليا في عمله خلال مواجهته للدبلوماسية المغربية، ظهر للـ"كابرانات" أن "رمطان لعمامرة" ليس غير "ديناصور" من العهد القديم ولى زمنه، فكان أن استبدلوه بخلفه المنذور بنفس المشوار المعروف بـ"أحمد عطاف"، إلا أن ما يعيشه حاليا وزير الخارجية الجزائري السابق، يكشف فعلا قيمته في هيكلة نظام عسكري مارق، إذ لم يعد ذو فائدة وانسحب إلى الظل.
انسحاب "رمطان لعمامرة" مكرها وازاه، كذلك، حرمانه من جواز سفر دبلوماسي، وهو أمر مخول له من حيث المبدأ، لكن أن يواجه قسم "المراسيم" في الوزارة التي كان يرأسها، طلبه في الحصول على هذا الجواز، بالصمت المطبق، فإن في ذلك ما يريب ويبعث على الحسرة في نفس شيخ تصابى على المغرب مرارا فهاله أن ينحدر إلى وضعه الحالي.
نشرة "Africa Intelligence" تطرقت على هذا الأمر وأوردت أن "رمطان لعمامرة" و"بصفته رئيسًا سابقًا للدبلوماسية الجزائرية، يستطيع من حيث المبدأ الحصول على جواز سفر دبلوماسي بما يتماشى مع وضعه الجديد كدبلوماسي سابق، لكنه لم يحر جوابا حول طلباته إلى قسم "المراسيم" بالوزارة، وذلك إلى حدود الآن".
وتعود أسباب الوضع الجديد الذي يعيشه "رمطان لعمامرة"، إلى الدوافع التي جعلت النظام العسكري الجزائري يتخلى عنه، ومنها أن "أميرة بوراوي" استطاعت بلوغ فرنسا هربا من الـ"كابرانات" وبتدخل من الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" لدى مجنون تونس "قيس سعيد" بينما الرجل كان في سبات عميق.
أيضا، ظهر للـ"كاربانات" والرئيس الصوري عبد المجيد تبون، أن للشيخ المتصابي أطماع "رئاسية"، وهي الأطماع التي تجذرت في نفسه منذ أن كان وزيرا للخارجية الجزائرية في عهد الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، والتي تعاظمت بعد تنحية العسكر للأخير، إلى أن فوجيء بأن الرئيس الحالي هو المفضل لدى العسكر.