بين السهل والصعب في خيانة الأفَّاق "قنيبلة"

الكاتب : الجريدة24

26 يونيو 2023 - 01:00
الخط :

سمير الحيفوفي

من السهل أن تكون فاسقا أفاقا تهذي بالكذب وتبتدع القصص الوهمية مثل "هشام جيراندو"، لكن من الصعب أن تحب الوطن وتتحمل فيه وخارجه قساوة حبه وتمنُّعِه.. غير أن في أعين الرجال تصغر العظائم وفي أعين "الولايا" مثل الخائن "هشام جيراندو" الذي يطل علينا من كندا تكبر الصغائر.

من السهل أن تفرد لنفسك مساحة في العالم الافتراضي ومشتقاته من "يوتيوب" و"فايسبوك" و"تيك توك" وتطلق لسانك بما لا يليق، لكن من الصعب أن تكون شخصا يدنو من الوطن ويهيم في حبه الذي يفل الحديد، وأن تكون قبل كل هذا صادقا مع نفسك وأن لا تبيعها لمن يدفع أكثر مثل "هشام جيراندو".

من السهل أن ترتمي في "حجر" أعداء الوطن، وأن تردد بدون فهم ما يلقنونك إياه، وتقضي لهم حاجاتهم بنظير، لكن من الصعب أن تنأى بنفسك عن مستنقع الخيانة وأن لا تجعل منك لقمة سائغة، تستهوي من يريدون طعن وطنك في الظهر، ويلبسونك درع الـ"دون كيشوت" ولتتمنطق بالكذب سلاحا تطعن به هذا الوطن مثل الكذاب "هشام جيراندو".

من السهل أن تنشر الزيف ولا تتحرى الحقيقة، وأن تمس الناس في أعراضهم وتتهجم عليهم مثل الجبناء وبينك وبينهم مسافات طويلة، لكن من الصعب أن تكون رجل مواقف من قريب وأن تتحمل مسؤولية ما تقوله بصدر عار، بخلاف من كان يفتح فمه فقط عند طبيب الأسنان، حينما كان يستعد للخيانة إلى أن فتحه شرعا وهو في منأى عن المواجهة مثل الأفاق "هشام جيراندو".

من السهل أن تنتحل لنفسك النجومية ويكذب عليك رأسك، والكل يعرف أن كل رأس تعجبه طناطنه، لكن من الصعب أن تكون أحرص الناس على ألا تتسبب طناطنك في أذية الغير وقبلهم أذية نفسك، وقد بعتها في سوق النخاسة وجعلتها رهن إشارة من يدفع أكثر من أعداء الوطن ورجالاته الذين يهابونهم، مثل الخائن "هشام جيراندو".

من السهل أن تكون خائنا غادرا وأنت تظن أموالك وما أنت عليه كفيل بأن يقيك ضعف الحيلة والفاقة، وأن تكون لا شيء وأن لا تقيم وزنا لأي شيء ولكن من الصعب أن تقيم وزنا لكل شيء، وأن تكون محبا لوطنك مهما كان، وأن لا تغدر به مثل الغدار "هشام جيراندو".

كل شيء سهل على الخونة.. لكن الصعب هو ألا تستسهل الخيانة وألا تقع فيها.. وأن تجعل الوطن فوق رأسك.. وتقدمه على نفسك.. وذاك أمر عزيز على الخائن "هشام جيراندو" ومن يماثله.

آخر الأخبار