رجالات بلادي...حسن الراجي الذي قاوم الاحتلال بالشاي ونال وساما من الحسن الثاني

الكاتب : الجريدة24

06 أبريل 2024 - 06:00
الخط :

أمينة المستاري

 أنجب دوار اخنوش "أگرض أوضاض" بتافراوت شخصيات وأسماء معروفة في مجال العلم والاقتصاد والسياسة...ولعل من أبنائه الأبرار حسن بن عبد الله بن ابراهيم الراجي الذي ولد سنة 1914 بهذه لقرية الصغيرة حيث ينتصب شامخا المشهد الصخري " شاپو دو ناپليون"  وتوفي سنة 1996 بالدار البيضاء بعد حياة عنوانها العصامية والصمود والتحدي.

نشأ في أسرة ربها عرف بالعلم والفقه هو الحاج عبد الله أخنوش الذي علمه ودرسه بل واقتدى به في كفاحه ضد المستعمر . فالأب عرف مقاوما إلى جانب عبد الله زاكور، وشارك في معركة آيت عبد الله، كما عايش جده الفقيه المقاوم ابراهيم أخنوش الذي كان ضمن جيش  الهيبة، وحارب المستعمر في معركة سيدي بوعثمان بمراكش.

بفضل تربيته وعلمه انتقل حسن إلى الدار البيضاء مشيا على الأقدام، كحالة أغلب أبناء منطقته للالتحاق بإخوته، عرف بكونه متعلما وينطق الدارجة المغربية بسلاسة، لذلك لم يجد صعوبة في التأقلم مع الآخرين بالدار البيضاء.

تعلم أصول التجارة، وتمكن من أن يسير متجر مشغله بمفرده وأن يديره بنجاح، ما أثار استحسان المالك، عمل بجد بمبدأ "أغراس أغراس" مما مكنه من توفير مبلغ محترم اقتسمه مع مالك المتجر بشكل اتفاقي، وبعد سنوات أصبح حسن صاحب محل قاوم من خلاله شركة "لصاما" الفرنسية التي كانت تحارب التجار المغاربة بفتح محلات ضمن خطة استعمارية للقضاء على الاقتصاد المغربي، فلم يكن من حسن وأحمد أولحاج والد عزيز أخنوش وآخرين سوى الوقوف في وجه المخطط .

تعرض حسن الراجي لمواقف صعبة خرج منها قويا، كما جاء في كتاب الدكتور عمر أمرير، من قبيل حصوله على قرض كبير من الأبناك لشراء كميات كبيرة من الشاي من الصين، لكن واجهت السفينة المحملة بشحنة الشاي معارك في البحر خلال الحرب العالمية الثانية، فحولت مسارها ولم يتوصل حسن ببضاعته، مما جعل الأبناك ترغمه على دفع المستحقات، ليصبح في عداد المفلسين.

لم يطل الأمر بحسن، فما لبث أن توصل بعد أيام بخبر وصول السفينة إلى الدار البيضاء ليتمكن الراجي من بيع بضاعته بأرباح مضاعفة ويتحول في وقت وجيز إلى أحد أثرياء المدينة.

كانت هذه الأزمة بداية مشوار جديد لحسن الراجي، الذي تحول إلى أكبر مستورد للشاي المعروف باسم "أتاي السلطان"، يقوم باستيراده وترويجه داخل المغرب، تسبقه سمعته الطيبة وحسن تعامله مع الزبناء حتى اكتسب شهرة كبيرة، وتربعت شركته على عرش سوق الشاي منذ 1936، وفي سنة 1993 قررت الدولة تحرير القطاع وتشجع الحاج حسن الراجي وتمكن من أن يرفع اسم "ماركته" عاليا بعد أن تملك أزيد من ثلث حصة السوق المغربية في هذا المجال، بفضل سمعته.

تمكن حسا الراجي من أن يحضى باحترام الملك الراحل الحسن الثاني الذي وشحه بوسام الرضى، تكريما له على جهوده وعمله الدؤوب لمساندة المقاومة الوطنية، وبعد وفاة الراجي سنة 1996 أكمل ابنه حميد الراجي مسار والده في قيادة المؤسسة لتحتل مكانة بارزة.

آخر الأخبار