مبدعون مغاربة.. فتاح عبو..سفير الفن الأمازيغي ب"سانتاكروز"

أمينة المستاري
نجح مجموعة من الشباب المغربي المبدع في إحياء التراث المغربي ومعانقته الشهرة العالمية، وأبدعوا بأسلوبهم الخاص لإيصال التراث المغربي لأسماع الأجانب، بل وتمكن بعضهم من أن يدرسوا الفن المغربي للراغبين منهم حتى أصبحوا عاشقين للموسيقى المغربية، فيما تمكن آخرون من أن يحوزوا على الإعجاب بعد أن بصموا الميدان ببصمتهم الخاصة.
فتاح عبو، أحد هؤلاء الشباب المبدع الذي أصبح سفير الفن الأمازيغي بسانتاكروز، بالولايات المتحدة الأمريكية، وعرف ب"معلم الأمريكيين".
هو ابن منطقة إيمنتانوت، معقل "الروايس" والشعر الأمازيغي الذي يتغنى بالأرض والإنسان، حصل على الإجازة في الإنجليزية بجامعة القاضي عياض بمراكش و سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
هناك استقر بجنوب "سانتا كروز" المعروفة بالسورف وانفتاح سكانها على الآخر، فهي بلد يحتضن المهاجرين، وهناك عزف بالبانجو للأمريكيين، لكن طريقته في العزف أثارت انتباه بعض الموسيقيين الأمريكيين وأذهلتهم، وتعرف على مجموعة ممن عشقوا طريقة عزفه، بل وعبر بعضهم عن رغبته في تعلم الغناء والشعر الأمازيغي.
أقام فتاح أول مهرجان أمازيغي حضره بعض الأمازيغ والأمريكيين ممن لم يستمعوا للموسيقى الأمازيغية من قبل، وأعجبتهم طريقة عزفه على آلة البانجو، وعبر أربعة منهم في تعلم الموسيقى الروايس القدامى، قبل أن يقرر فتاح تنظيم رحلات لتلاميذه إلى المغرب وزيارة مجموعة من المناطق حتى يتعرفوا على جذوره.
كان فتاح يحرص على كتابة الكلمات لهن حتى تتمكن المجموعة من حفظها أولا بالسماع، إضافة إلى تقديم شروح للصور الشعرية في فن الروايس وتعليمهن مخارج الحروف.
بمعية صديقه ابن ورزازات "محمد أولو" كونا مجموعة "أزا" التي زارت المغرب في إحدى رحلات فتاح، لاسيما لمسقط رأسه "إيمنتانوت" سنة 2011، وهناك قدمت المجموعة عرضا حضره العديد من الناس وكان الأداء سيئا لكنهم غنو.
واستمر مشوار فتاح في تعليم المجموعة، وتنظيم رحلات إلى المغرب من حين لآخر، لأفراد المجموعة الذين وقعوا في غرام الأمازيغية والشعر الأمازيغي والروايس والأحواش، وتمكنت مجموعة فتاح "آزا" من أن تحصد جائزة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2020 .
فتاح كان يكتب الكلمات لهن ويحفظن بعد شرح الصور الشعرية في الفن الأمازيغي، ويعلمهن مخارج الحروف... كان لتلميذات وتلاميذ فتاح تجربة مختلفة، وشبه بعضهم الجنوب المغربي بالغرب الأمريكي...مفتوح وواسع.
وتمكنوا من تعلم الآلات الموسيقية الأمازيغية وتعلموا الرقص الجماعي، وغنوا مجموعة من أغاني الحاج بلعيد، الدمسيري، رويشة، امبارك ايسار...وعبروا مرات عديدة عن رغبتهم في صناعة الفرق، من خلال علم الأمازيغية لكي يقدرن اللغة أكثر. ومن أبرز الأسماء التي عشقت الأمازيغية وتعلمت على يد فتاح عبو "الشلحة" والغناء بها: نانسي هاربير، سارة بوب، وساندرا وارد، ليندا ويلز، وكيتي هيكس أستاذة الوسيقى التي تعلمت الأمازيغية وبرعت في العزف على "الرباب".