هكذا يتبدى هوس الـ"كابرانات" بشأن "يد خفية" تستهدف الجزائر من الداخل والخارج

الكاتب : الجريدة24

08 أغسطس 2023 - 02:03
الخط :

هشام رماح

هوس النظام العسكري الجزائري بنظرية المؤامرة لا مثيل له، ففي كل كرة يرمي رموزه باللائمة على "يد خفية" تحيك الدسائس ضدهم وبلادهم، فتارة تتهم بالمضاربة في سلعهم مثل القطاني وأخرى تتهم بإضرام النيران في منطقة القبايل، وتخلف قتلى مثل الموسم الجاري حيث بلغوا 34 فقيدا.

فشل النظام العسكري الجزائري في احتواء الحرائق المشتعلة حاليا في منطقة القبايل، جعل الصحف الفرنسية تسلط الضوء على مراوغاته لتغليط الرأي العام الجزائري والدولي ورمي مسببات الفشل على مجهولين ومعلومين يتصيدهم العسكر في هذه الفترة في استغلال سافر منهم لآلام من تأتي النيران عليهم.

وأورد موقع "Slate.fr" الفرنسي أن السلطات الجزائرية وبدلا من تحترز مسبقا من الحرائق وتسطر خطة لمواجهتها بشكل قبلي، تلجأ إلى أقصر الطرق وهي اتهام "يد خفية" بمهاجمة الجزائر من الداخل، وهو ما كلف، حاليا، اعتقال 15 شخصا في خضم عدم استطاعة السلطات في الجارة الشرقية تحمل مسؤولياتها كاملة.

ووفق نفس المصدر فإن سيناريو 2021، الذي اتهمت فيه الجزائر المملكة المغربية بإضرام الحرائق في منطقة القبايل، يتكرر في الموسم الصيفي لـ2023، فكما أنها اتهمت حركتي "رشاد" والـ"ماك" بتخريب الجزائر بدعم من الجار الغربي، فإن معارضين جزائريين يتهمون الجيش الجزائري مباشرة بإحراق المنطقة انتقاما من رغبتها في الانعتاق والتحرر من سلطة النظام العسكري القائم هناك.

وعرج الموقع الفرنسي "Slate.fr" على "اليد الخفية" التي تتهم دوما بمهاجمة الجزائر من الداخل والخارج، مشيرة إلى أن الأمر اتخذ شكل هوس يستبد بالسلطة في الجزائر، مثلما حدث في تسعينيات القرن الماضي، حينما عاشت الجزائر عشرية سوداء ولم يعرف من كان يقتل في الجزائريين الأبرياء ويسيل دماءهم في منازلهم وعلى الطرقات، في غياب أي دليل يفيد تورط الإسلاميين في ذلك مثلما ظل يدعي الجيش الذي سعى إلى ترهيب الجزائريين لضمان سطوته عليهم.

واستنادا إلى نفس المصدر فإن الـ"بارانويا" الجزائرية بلغت مداها في 11 غشت 2021، حين جرى اغتيال الشاب المتطوع "جمال بن إسماعيل" بعدما تم إعدامه وحرقه حيا من قبل حشود اتهموه بإضرام النار عمدا في غابات القبايل، وهو الأمر الذي أذكاه النظام العسكري الجزائري حتى يجعل من نفسه ضحية مؤامرة مزعومة تستهدف البلاد، رغم أن هذا الحادث الخطير كاد يفضي إلى حرب عرقية بين الناطقين بالأمازيغية والعربية.

ولأن في كل مرة يبحث النظام العسكري الجزائري عما يلهي الشعب هناك عن فشله في تدبير مرحلة الصيف، فإن في الصيف الجاري قرر حرق الجسور مع فرنسا وإعلامها الذي ظل يطبل له كثيرا في مواجهته ضد المغرب، وهو الأمر الذي تبدى من خلال الهجوم الإعلامي اللاذع الذي شنته وكالة الأنباء الجزائرية ضد بوق الدولة العميقة في فرنسا، يوم 27 يوليوز 2023، ووصفتها بـ"القناة الحثالة" لا لشيء سوى لأنها أوردت شهادات تفضح تقاعس السلطات الجزائرية عن إنجاد المحاصرين بالنيران في القبايل.

آخر الأخبار