بعد واقعة السعيدية.. الـ"كابرانات" يسعون لتجميل الجيش المارق في بلاغ يدينهم

هشام رماح
بعدما اتخذت القضية أبعادا مختلفة، وتعرت سوءتهم أمام الجميع، لم يجد الـ"كابرانات" في جارة السوء، بدا غير محاولة تجميل الوجه البشع لجيش جزائري قتل غيلة سائحين مغربيين، دون أن يشكلا رفقة آخرين بعدما تاهوا وسط البحر أي خطر على الجارة الشرقية.
وإذ ارتفعت أصوات في الداخل الجزائري تشجب تعامل خفر السواحل مع السائحين المغربيين بطريقة غادرة، انبرت وزارة الدفاع الوطني هناك، مساء اليوم الأحد، إلى إصدار بلاغ، يدينها دون أن تدري، وقد حاولت التنصل من أي تهمة تنتقص من جيش يفقه في التنكيل بالمدنيين وتصفيتهم أكثر مما يفقه في صون الحيوات والأبدان.
وأصدرت وزارة الدفاع الوطني الجزائري، بيانا حاولت من خلاله تبرير العملية الرعناء التي أسفرت عن مقتل سائحين مغربيين كانا يتمتعان بالجنسية الفرنسية، اعترفت من خلاله بأن "وحدة من حرس السواحل تابعة للواجهة البحرية الغربية بالناحية العسكرية الثانية اعترضت، أمسية يوم الثلاثاء، في حدود الساعة السابعة وسبعة وأربعين دقيقة، ثلاث دراجات مائية قامت باختراق مياهنا الإقليمية".
وحبل بلاغ وزارة الدفاع الوطني الجزائري باعتراف صريح بأن عناصر خفر السواحل اغتالت السائحين، بعدما اجتازا وآخرين الحدود البحرية الفاصلة بين محطة السعيدية ومرسى بن مهيدي دون أن تكون لهما ومن معهما نية اختراق المياه الإقليمية الجزائرية.
وبكل الصفاقة والدناءة المنتظرة من الـ"كابرانات" فقد حاولوا إخلاء مسؤوليتهم إزاء الحادث بعدما ادعوا أن عناصر خفر السواحل حذرت سائقي الدراجات المائية صوتيا ثم برصاصات تحذيرية، وبأنها لم تباشر إطلاق الرصاص عليهم إلا بعد رفض الضحايا الانصياع لهم.
ولا يحتاج المرء لكثير من الجهد حتى يظهر له أن تبريرات وزارة الدفاع الوطني الجزائري واهية، فكما أن الضحايا هم سياح، فإن البديهي أن يتوقف كل من تلقى تحذيرا أو سمع دوي طلقات نارية تحذيرية خوفا على حياته، إذ يبدو أن منطق الهروب ومواجهة عناصر خفر السواحل الجزائرية من لدن الضحايا غير واردة البتة.
ثم لم تفسر وزارة الـ"كابرانات" كيف أن السائح الذي عثر على جثته طافية في البحر تلقى خمس طلقات قاتلة، بدل الادعاء بأن إطلاق النار استهدف الدراجة المائية من أجل تعطيلها، كما حاولت إيهام الجميع، من خلال البلاغ المشوب بكل المغالطات، التي تشي بأن العملية كانت مقصودة وبأن العساكر غدروا ضحاياهم دون أن يطرف لهم جفن.
وفي مواجهة مغالطات وزارة الدفاع الوطني الجزائري، وبعدما انكشفت عورة جيش مارق اعتاد اغتيال العزل، توجهت الأخيرة إلى الرأي العام في الجارة الشرقية، إلى عدم الانسياق وراء ما وصفته بمحاولة المساس بـ"الصورة المشرفة "للجيش الشعبي، وهو شرف يدعونه كذبا كما تفضح ذلك واقعة الاغتيال.