بعد اختراق موقع جامعة طنجة.. مؤسسات عمومية تواجه حرب الاختراق

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

08 سبتمبر 2023 - 11:30
الخط :

تواجه المؤسسات الحكومية والعمومية المغربية، في الأيام الأخيرة، حربا وهجوما كبيرا من قبل مجموعة هاكرز أطلقوا على أنفسهم اسم "cyb3r DragOnz Team"، إذ تعمل على اختراق المواقع الالكترونية الرسمية لهذه المؤسسات ثم تعمل على الاستيلاء على البيانات الشخصية للمرتفقين والموظفين والطلبة وبيانات أخرى لهذه المؤسسة.

هذه المجموعة نشرت في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي شعارا تقول فيه أن "الحرب ضد الحكومة المغربية تتعمق"، في إشارة إلى أنها ستستهدف الكثير من المواقع الرسمية للمؤسسات والقطاعات الحكومية، كلما وجدت ثغرة أمنية بهذه المواقع.

وكانت جامعة عبد المالك السعدي بطنجة أولى ضحايا هذه المجموعة التي تعمل على "تهكير" المواقع الرسمية للمؤسسات العمويمة المغربية، إذ استولت على بيانات الطلبة الشخصية الذين وضعوها على المنصة الخاصة بالماستر فضلا عن بيانات الأساتذة والموظفين بهذه الجامعة.
وأعلنت مجموعة "الهاكرز" المشار إليها على أنها استولت على بيانات جامعة عبد المالك السعدي، والأكثر من ذلك عمدت إلى نشر هذه البيانات للعموم لمن أراد تحميلها، في تحدي صارخ للسلطات العمومية المكلفة بحماية الامن المعلوماتي للأفراد.
وبعد ذلك أعلنت المجموعة المذكورة، التي صممت ورفعت شعارات لاستهداف كل ما يتعلق بالحكومة المغربية، أنها اخترقت أيضا موقع وزارة التربية الوطينة واستولت على بيانات الآلاف من الطلبة، حسب زعمها.
وأعلنت أمس الخميس أيضا أنها اخترقت الموقع الرسمي لرئاسة الحكومة لمدة قليلة، قبل أن يسارع مسؤولون برئاسة الحكومة إلى استعادة الموقع قبل أن تعم الضجة.
وفي السياق، أفاد أحد الأطر التربوية بجامعة عبد الملك السعدي الذين تحدثوا إلى "الجريدة24" أن عملية الاختراق لموقع الجامعة لم تطل كل بيانات المؤسسة بل طالت فقط البيانات التي كانت موضوعة على منصة الماستر.
وأوضح أن البيانات المتعلقة بالشواهد ونقط الطلبة والبيانات الأخرى ذات الحساسية الكبيرة لم يطلها أي اختراق، بالنظر إلى أنها محمية بشكل كبير، لأنه تم الاشتغال على نظام الحماية هذا بعناية، وفق تعبير المتحدث.
وأشار إلى أنظمة الحماية الموجودة لدى جامعة عبد المالك السعدي متطورة جدا بالمقارنة مع بعض الجامعات الاخرى، بالنظر إلى أن جامعة طنجة تعد رائدة في أنظمة المعلوميات وأنظمة الحماية والأمن المعلوماتي، لما تتوفر عليه الجامعة من تخصصات وأطر تربوية في مجال المعلوميات والبرمجية والأنظمة والبرامج ذات الصلة.
وفي المقابل، لفت المصدر إلى أن اختراق موقع رسمي لمؤسسة عمومية أو غيرها أصبح في العصر الحالي أمرا عاديا بالنظر إلى أن الهاكرز يعملون باستمرار على تطوير برامج الاختراق والبحث عن ثغرات بالكبرى من المؤسسات الرسمية في العالم، حتى ذات الحماية الأمينة العالية.
من جانيه اعتبر المتخصص في المعلوميات وأنظمة البرمجة، محمد علي سليمان، الذي سبق أن اشتغل على منصات وإحداث مواقع عدد من المؤسسات الجامعية والعمومية، أنه الآن تتعرض المؤسسات العمومية للاختراق ويتم الاستيلاء على ملايين المعطيات، أمام صمت الجهات المسؤولة وبدون حسيب أو رقيب، ولكن لما تسرب معطيات تحت تكون مسؤولية مؤسسات خاصة تقيم اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي الدنيا ولا تقعدها.

ولفت محمد علي سليمان إلى أن المجموعة التي تعمل على اختراق مواقع المؤسسات المغربية لا يُعلم حتى الآن من هم ومن أي بلد، ولماذا أعلنوا حربا ضد الحكومة المغربية، وما الهدف من هذا الاختراق، هل يتعلق الأمر ببيع البيانات الشخصية التي يتم الاستيلاء عليها أو يتم توظيفها في أعمال غير قانونية أخرى؟.

 

آخر الأخبار