بين نبالة المغرب وحقارة النظام العسكري ودميته التبونية

الكاتب : الجريدة24

23 سبتمبر 2023 - 12:00
الخط :

هشام رماح

التاريخ يعيد نفسه.. هكذا يقال لكن في الإعادة دائما ما يكون الأمر عبارة عن مهزلة تفرز معالم الفرق الكائن بين النبالة والحقارة، وهو ما تجسد حين خطاب عبد المجيد تبون، دمية الـ"كابرانات"، في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوي في نيويورك، بالولايات المتحدة الأمريكية.

وكما أن المغفور له محمد الخامس، رافع في العام 1957، بقوة من قلب الأمم المتحدة، من أجل استقلال الجزائر وحقها في تقرير مصيرها، بعد ما يزيد عن قرون من الاحتلال الفرنسي الذي أعقب نظيره التركي، فإن عبد المجيد تبون، وبعد 66 سنة، أي في العام 2023، رد جميل المغرب نهارا جهارا، وقد رافع من نفس المكان عن تمزيق المغرب الذي دافع عن بلاده!

فهل من حقارة أقذع من هذا؟ ثم هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ نعم فالأمر متاح عند "الكراغلة" الذين جُبلوا على الخسة والنذالة، والذين لقي منهم المغرب ما لم يلقه عدو من عدوه، فكما أن ذيل الكلب قد يعتدل، أصبحت المملكة ورعايا يؤمنون أن "الكراغلة" لا يعتدلون، وهم ينضحون بما ترسب فيهم بالسليقة، بعدما عاشوا تحت الذل لقرون طوال.

وإذ البون شاسع بين ما خلَّده الملك المغفور له محمد الخامس في كتب التاريخ، وهو يدافع عن الأشقاء والجيران، وبين السعي الحثيث لصعاليك الجزائر، في تفتيت عضد المغرب وفصله عن صحرائه، فإن في ذلك ما يؤكد أيضا على حقارة ما بعدها حقارة، وهي أن يستغل النظام العسكري الجزائري فترة مصاب المغرب بـ"زلزال الحوز" ليحاول أن يثخنه كثيرا بالجراح أثناء ذلك.

لقد ارتأى دمية العسكر أن في خطابه المناويء للمغرب في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوي، فرصة تستحق الاقتناص حتى يزيد من آلام المملكة الشريفة، عبر الدفاع عن "بوليساريو" التي ولدت في حجر العقيد الليبي الهالك معمر القذافي، ويرضعها الـ"كابرانات" بعد التبني، لكن هيهات.

لقد جاء الرد صارخا في وجه عبد المجيد تبون، بعدما وجد دمية العسكر نفسه يخطب وحيدا أمام الكراسي، وقد آثر العديد من زعماء العالم الانسحاب من قاعة اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتركوه وحيدا بعدما عاينوا مدى نذالته وهو يتهجم على المملكة المغربية في ظرفية عصيبة لا تحتمل غير الدعم، لكن ذلك ديدن الـ"كراغلة" الذين لا نسب لهم ولا هم يعرفون من أين ينسلون.

ولم يكن من رد مفحم على الخطاب العدواني الذي ألقاه دمية العسكر غير أن غادر كافة زعماء الدول الكبرى القاعة أثناء كلمته الوقحة، وغادر أمراء دول الخليج بشكل جماعي، فضلا عن انسحاب جميع رؤساء الدول الإفريقية باستثناء حليفة النظام العسكري جنوب إفريقيا، وقوات الأمن الخاصة بالقاعة الكبرى، ليسترسل الرئيس الدمية في حقارته وقبل كل هذا في إثارة الشفقة، وهو يعيد التاريخ الذي مضى قبل 66 سنة، لكن بطريقة كاريكاتورية تليق بمقامه.

آخر الأخبار