أديب يعترف: أنا عميل للمخابرات الفرنسية

الكاتب : الجريدة24

06 فبراير 2019 - 02:20
الخط :

هشام رماح

بصق مصطفى أديب، الضابط المنشق عن الجيش المغربي، في "الحساء" الذي أعدته له المخابرات الفرنسية وظل يغرف منه لسنوات طوال، مقابل عمالته لها ضدا على مصالح بلده الأم، وقد فضح نفسه عبر تدوينة على حائطه في "فايسبوك" الجانب المعتم من تحركاته الملتبسة هناك مشيرا إلى أن  مروره على قناة "فرانس 24"  لم يكن محض صدفة أو في إطار استقلالية القناة، وإنما  كان في إطار صفقة مع المخابرات الفرنسية وعلى أعلى مستوياتها.

وكشف أديب أنه وضع يده في يد المخابرات الفرنسية لضرب المصالح المغربية، وأنه اشترط عليهم في البدء أن يظل التعاون والتنسيق بينهم في إطار مهمة أمنية داخلية لفرنسا، وأن يبقى سريا على أي طرف ثالث خاصة المخابرات المغربية، مؤكدا على أن علم أن كل ما كان يدور بينه وبين المخابرات الفرنسية سوف يصل إلى الجانب المغربي.

وفيما تعد تدوينة مصطفى أديب إعلانا عن انفراط "عقد" عمالته لفرنسا ضد بلاده وقد أصبح ورقة محترقة بعدما لعبت بها فرنسا سابقا على منوال "Carte jouée.. Carte brûlée"، فإن هذه التدوينة تكشف بشكل سافر، الوجه البشع لقناة "فرانس 24" التي دأبت على إعداد برامج وتقارير معادية للمغرب، ومسخرة مصطفى أديب وآخرين لتحقيق مراميها بعيدا في ضرب لكل أخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي، كما أن التدوينة أسقطت ورقة التوت عن ضابط سابق في سلاح الجو المغربي، أقر ضمنيا أنه انتصر للقذارة محل الشرف الذي فقده ببيع نفسه لفرنسا لتشويه سمعة وطنه، ولا خلاف حول أن الشرف لا يكتسب بل يولد مع المرء والضعيف الخائن هو من يكون مستعدا للتخلي عنه عند أول "فرصة" قد تلوح أمامه أو عند عثوره على من يدفع أكثر.

وسقط مصطفى أديب، مثل غر ساذج سقط في فخ فضح نفسه دون أن يدري، رغم أنه حاول "إغراق السمكة" عبر تقديم معطيات حول عمالته واشتغاله لصالح المخابرات الفرنسية، وهو ما قد يفسر بمخاوف تستبد به إزاء انكشاف حقيقته أمام العيان، أو تخوفا منه أن يكون قد بلغ للمخابرات المغربية عدم "نبل" تحركاته كما ظل يدعي بين الفينة والأخرى، وهو ما يدرجه ضمن لائحة مقترفي الخيانة العظمى وليس من عقاب لهؤلاء سوى كشف وجههم البشع.. فمن يرضى عن الخائن الذي تحل لديه الخيانة محل الشرف ولا تنفك عنه حتى وضعه في اللحد.

وإمعانا في فضح نفسه، قال أديب أنما اشترطه على المخابرات الفرنسية لم يكن نابعا من خوفه من المخابرات المغربية، محيلا على أن الأمر يتعلق بعدم قبوله بأن يكون هناك طرف ثالث دون علمه، وأنه تلقى وعودا من موظفين ساميين من المخابرات الفرنسية بأن المخابرات المغربية لن تعلم أبدا بعمله لصالح هذا الجهاز، كاشفا أن تجنده لصالح المخابرات الفرنسية سرعان ما تحول من مهمة لها علاقة بالأمن الداخلي الفرنسي إلى علاقة لضمان نشاطه كحقوقي ومعارض فوق التراب الفرنسي، وكذا مراقبة رصد أنشطة الأجهزة المغربية التي قد تكون خارج عِلم المخابرات الفرنسية!!

وأقر مصطفى أديب، عبر تدوينته بحصوله على "مظلة" الحقوقي في فرنسا والمعارض للمملكة انطلاقا من تراب الجمهورية، والمقابل لم يكن غير وضع اليد في يد المخابرات الفرنسية ضد المغرب ومصالحه، وقد غفل كما كل الخونة في مختلف البقاع والأصقاع أن مياه الحقيقة سرعان ما تغمر جحور الجرذان لتخرج تحت الشمس ولا يستطيع "الغربال" إخفاء سطوعها، وقد كشف أديب، الذي تحدث بـ"أنا متضخمة" كيف أنه لم يكن في ساحة "حرب" كبرى غير بيدق لا أقل ولا أكثر مضيفا "كنت أحس أنهم لن يوفوا بوعدهم، وقررت مع ذلك الاستمرار حتى أرى كيف يشتغلون. وأحيانا مثلت عليهم كما يمثلون علي، وتظاهرات بالتجاوب معهم في أشياء لا أقبل التجاوب لها، كل هذا فقط لأعرف كيف يشتغلون، وكيف ينظرون للمغاربة".

وفي محاولة منه مداراة تورطه كعميل مجند لفائدة المخابرات الفرنسية، أراد مصطفى أديب استدرار تعاطف المغاربة معه ملمحا إلى أنه عمد إلى مجاراة المخابرات الفرنسية ليشفي غليل فضوله حول نظرتهم لبني جلدته، لكن الأكيد أن هذا ادعاء يتناوله كل من تلطخت سمعتهم بالخيانة وانفضحت نواياه الدنيئة، وقد زاد الضابط المنشق الطين بلة متهما أبناء بلده بـ"العمالة" لفرنسا وأنهم "برگاگة" وليسوا أصحاب مبادرة، مشيرا إلى أن 90٪ من برگاگة المخابرات الفرنسية هم مغاربة يزاولون مهاما في كل النقاط الحساسة مثل المطارات، والأبناك، والسفارات بفرنسا و بالخارج، مؤسسات الضمان الاجتماعي و أمثالها، ومؤسسات السكن الاقتصادي، الفنادق، رجال الأعمال..

وأماط مصطفى أديب اللثام عن سعي المخابرات الفرنسية لتقويض سمعة المغرب والنبش وراءه، وكيف أنهم طلبوا منه زرع جاسوس الكتروني في حاسوب أحد الصحفيين من أصدقائه، مؤكدا على أنه اصطف إلى جانب الجهاز الاستخباراتي في ممارسات ممنهجة لضرب المغرب، وأن مروره على قناة "فرانس 24" كان بإيعاز من هذا الجهاز الذي جنده.

وأفاد مصطفى أديب في تدوينته قائلا "إن مروري على قناة "فرانس 24" كان نتيجة طلب تقدمت به أنا لهم. قلت لهم نريد أن تُعطى لنا الكلمة على قنوات مثل "الجزيرة" أو "فرانس 24". فما أن أتت الفرصة (فرصة زيارتي للجنرال... عبد العزيز البناني والتي فاجأت المخابرات الفرنسية نفسها) حتى نادت علي قناة "فرانس 24".

وفيما يطرح السؤال بقوة حول الغايات التي تلتمسها المخابرات الفرنسية من وراء استهدافها  لمغرب، فإن تدوينة مصطفى أديب التي أراد من خلالها أن يكشف كيف أنه "تلاعب" بالمخابرات الفرنسية، هي سلاح ذو حدين، إذ تكشف بوضوح أنه لم يعد مرغوبا فيه وأن صلاحيته انتهت بعدما نفد رصيده لدى المخابرات الفرنسية، ولم يجد بدا، بعدما ضبط في حالة شرود وكشف أنه كان أداة طيعة في أيادي أعداء بلده الأم، غير البصق في "حساء" أعده له الجهاز الذي جنده وغرف منه طويلا!!!

آخر الأخبار