صحيفة إسبانية: أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب الأكثر أمانا وواقعية

هشام رماح
أفادت صحيفة "El Economista" الإسبانية، بأن مشروع أنبوب الغاز الذي من المقرر أن يربط بين نيجيريا والمملكة المغربية، مرورا عبر سواحل عدة دول إفريقية، يعد الأجدر مقارنة مع مشروع الأنبوب الذي طمعت فيه الجزائر والذي خططت لمروره عبر الصحراء متخللا النيجر.
ووفق الصحيفة المتخصصة فإن إيطاليا تدفع بالمشروع الجزائري لكن فرصها تتضاءل بشأن رغبتها في أن تصبح مركزا للطاقة في منطقة البحر المتوسط، بسبب عدم استقرار المناطق التي خططت الجزائر لمرور أنبوب الغاز عبرها، في مواجهة المشروع المغربي الذي من المقدر أن تبلغ قيمته الاستثماري 25 مليار دولار.
ولفتت "El Economista" الانتباه إلى أن الانقلاب العسكري الذي شهدته دولة النيجر شهر يوليوز الماضي، على ولاية الرئيس "محمد بازوم"، جعل المشروع الجزائري في مهب الريح، وذلك لأن نيجيريا التي تتوفر على أكبر احتياطي إفريقي من الغاز، غير مستعدة لتعريض غازها الطبيعي لمخاطر عدم الاستقرار الإقليمي.
وأكد نفس المصدر على أن هناك خطر داهم يتهدد المشروع الذي يحاول النظام العسكري الجزائري الزج به لمنافسة المغرب، خاصة في منطقة دلتا النيجر حيث هناك مجموعات مسلحة متخصصة في تهديد مثل هكذا مشاريع، وهو أمر تحاول نيجيريا تجنبه قدر الإمكان، لهذا تنتصر لمشروعها مع المغرب.
وحول مشروع أنبوب الغاز المنتظر أن يربط بين نيجيريا والمغرب ثم أوربا عبر إسبانيا، فإن طوله يقدر بـ5660 كلم، بطاقة إنتاجية تبلغ 30 ألف مليون متر مكعب، وسيربط بين مختلف البلدان الإفريقية الواقعة في خليج غينيا وعلى ساحل المحيط الأطلسي، وهي نيجيريا، بنين، توغو، غانا، ساحل العاج، ليبيريا، سيراليون، غينيا، غينيا بيساو، غامبيا، السنغال، موريتانيا، ثم المملكة المغربية، ومنها إلى إسبانيا حيث سيتم توزيع الغاز إلى بقية أوروبا.
ورغم قصر المسافة التي تفصل بين مشروع أنبوب الغاز الذي تدفع به الجزائر والمحددة في 4128 كلم، فإن عدم الاستقرار يظل العامل الحاسم في تفضيل المشروع المغربي، لأن عدم الاستقرار الحاصل في منطقة الساحل، وهي المنطقة التي يقع فيها جزء كبير من أراضي النيجر، يجعل منه المشروع الأكثر واقعية والأجدر تحقيقه.