تقليص بث المسلسلات المدبلجة...هل ينجح رهان بنسعيد على الانتاجات المغربية؟

حسم وزير الثقافة مهدي بنسعيد، في مصير الانتاجات الأجنبية المدبلجة التي تعرض على القنوات الوطنية، حيث تم تقليص عددها على  القناة الثانية إلى 6 بالمئة، فيما استغنت القناة الأولى عليها بصفة نهائية، بهدف تشيجع الانتاجات التلفزيونية والسينمائية الوطنية.

الأولوية للانتاجات الوطنية

وشددت مصادر خاصة لـ"الجريدة24"، على أن وزير الثقافة، يولي اهمية كبيرة للانتاجات المغربية، حيث يسعى من خلال الخطوة التي أقدم عليها، إلى دعم الانتاجات الوطنية وتشجيع صناعها على الإبداع.

وأوضحت المصادر، أن القنوات الوطنية ستتجه نحو تعزيز شبكة برامجها بإنتاجات الوطنية، وتخصيص نسبة مهمة من برمجتها للأعمال المغربية، خاصة بالنسبة للقناة الثانية التي تولي أهمية للمسلسلات الأجنبية المدبلجة.

صناع الدراما أمام تحد صعب

وكشف محسن النوالي أستاذ وباحث في علم الاجتماع، أن قرار تقليص عدد المسلسلات الأجنبية من برمجة القنوات الوطنية، سيساهم بشكل كبير في دعم الإنتاجات الوطنية ومنح فرصة لإبراز الكفاءات التي تجظى بها الساحة الفنية سواء على مستوى أو من حيث الجانب التقني.

وأبزر الباحث في تصريح خص به "الجريدة24"، أن الدراما التركية التي يتابعها المغاربة سواء على القنوات الوطنية أو المنصات الرقمية، أصبحت تؤثر سلبا على مشاهديها، لاسيما على فئة المراهقين والسيدات، حيث بات عدد منهم متأثرين بها وبقصصها.

وأكد المتحدث ذاته، أن جودة الإنتاج والتصوير والتمثيل، جعل المسلسلات التركية تتفوق على نظيرتها المغربية والعربية بصفة عامة، مشيرا إلى أن الأعمال الأجنبية خلقت منافسة مهمة في الساحة الفنية، حث أصبح صناع الدراما يجتهدون في انتاجاتهم سواء من حيث السيناريو أو التصوير.

أرقام "ماروك ميتري" تنتصر  للانتاجات المغربية

كشفت آخر الأرقام الصادرة عن مؤسسة "ماروك ميتري" الخاصة بقياس نسب المشاهدات، أن الانتاجات الجديدة التي عززت شبكة برامج القنوات الوطنية، حققت مشاهدات عالية منذ بداية بثها.

وأبان التقرير الأخير لـ"ماروك ميتري" الخاص بالفترة مابين 15 و21 نونبر الجاري، أن مسلسل "إلا ضاق الحال" تصدر ترتيب الانتاجات الأكثر مشاهدة على القناة الأولى، حيث تابعه قرابة 8 ملايين شخص.

في المقابل أكدت المؤسسة، أن الحلقة الماضية من مسلسل "المختفي" الذي يبث على القناة الثانية حقق إقبالا مهما من طرف المشاهدين، حيث تابع حلقته الماضية أزيد من 8 ملايين مشاهد.

قرار بنسعيد بين مؤيد ومعارض 

وخلف قرارا مهدي بنسعيد، جدلا واسعا وسط صفوف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر الكثير منهم أن الوزير انتصر للانتاجات الوطنية بالخطوة التي أقدم عليها، معتبرين أن الأعمال المحلية تستحق الدعم من الوزارة.

وأبرزت فئة من الرواد، أن المسلسلات الأجنبية تحظى على إقبال مهم من طرف المغاربة، وأن تقليصها من برمجة القنوات الوطنية سيدفع المشاهد لمتابعتها في المنصات الرقمية التي توفرها مجانا، مشددين على أن قرار الوزير سيؤثر سلبا على نسب مشاهدات القنوات الوطنية.