هل بلغ قناة "RTBF" البلجيكية بعض من ريع الغاز الجزائري؟

الكاتب : الجريدة24

09 ديسمبر 2023 - 12:00
الخط :

هشام رماح

ماذا دهى القائمين على قناة "RTBF" البلجيكية ليعلنوا أنفسهم ضد المغرب وينصبوا أنفسهم قسرا حماة لـ"بلجيكا"، وهم يدعون كذبا بأن هناك تأثيرا قويا للمملكة الشريفة على المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلد الأوربي؟

هل يا ترى بلغ القائمين على القناة بعض من ريع "الغاز الجزائري"؟ وذاقوا من مقدرات الشعب الجزائري التي يسخرها النظام العسكري لمشاكسة المغرب في أوربا؟ أم أن القناة لم تستفد من الدروس السابقة، لدول مجاورة لها في القارة العجوز، وقررت أن تزج بنفسها في حرب كسر عظام تعرف أنها ستخسرها ضد المغرب، لأنها تقف إلى جانب الباطل، وتتهمه زورا رغم أنه صاحب حق؟

وفي حربها المقيتة ضد المغرب، أعلنت قناة "RTBF" عبر مقالات على موقعها الإلكتروني، ومن خلال برنامج "تحقيق" تنجزه، بأن محمد عامر سفير المملكة في بروكسيل، يعاضد كل من يساند مغربية الصحراء، كما تتهمه جزافا بأنه "يهدد" و"يخوف" كل من يصطف إلى جانب دعاة أطروحة الانفصال.

فهل في ذلك ما يضير، وهكذا أمور هي من صلب المدرج في لائحة المهام التي يحملها معه كل سفير إلى العاصمة التي عين فيها؟

ولن تجد السفير الفرنسي مثلا في بلجيكا يدافع إلا عن مصالح فرنسا، ولن ينتحل لنفسه عذر معارضة أمر هناك ما لم يراه مضادا لمصالح بلاده التي هي فرنسا، لكن إن تعلق الأمر بالمغرب فهو حق ترى "RTBF" مصادرته لممثله في العاصمة بروكسيل، وتقيم الدنيا ولا تقعدها بشأنه وكأنه على سفير المغرب، حتى يعجب القناة البلجيكية، أن يتحرى الصمت أمام المغالطات التي يروجها البعض بشأن قضية الوحدة الترابية للمملكة.

أيضا، في تمرين رديء بغية استفزاز المغرب، حاولت القناة البلجيكية، عبر برنامج التحقيق الذي هللت له مثل "نصر مكين"، استقى طاقم البرنامج تصريحات مهاجرين مغاربة، في العاصمة بروكسيل، حول مغربية الصحراء، فجاءت الردود حاسمة بأن الأمر يتعلق بأرض عزيزة على قلوبهم وبأنها مغربية وفق التاريخ الضارب في القدم.

وبدا وكأن الأجوبة التي ندت من أفواه المستجوبين من أفراد الجالية المغربية، لم ترُق القائمين على برنامج قناة "RTBF" ليبادرهم معد الحلقة، في محاولة لتبيان تأثير المغرب على بلجيكا، كما يدعي هؤلاء، بسؤال حول إن كانوا سيصوتون لسياسيين بلجيكيين مناوئين لمغربية الصحراء، فكان منهم أن لفحوه جميعا بأن الجواب واحد، ولو تغيرت صيغ الردود. وهو لا.

فعن أي شيء يبحث معدو برنامج التحقيق الذي صدعت "RTBF" رؤوس العالمين؟ هل كانوا ينتظرون من أصحاب الحق أن يعلنوا تنازلهم عنه، وأن يتخلى الأقحاح والأحرار من المغاربة المقيمين في بلجيكا عن بذرة حب الوطن النابتة فيهم؟ ثم هل يستطيع هؤلاء أن يتحروا نفس الأمر بالنسبة للإسبان بشأن قضية انفصال إقليم "كاتالونيا"؟ أو الصينيين أو الفرنسيين وغيرهم؟

إنها أسئلة تحيل على أن المغرب أصبح في "كوليماتور" قناة ارتأت أن تقتات على قضيته الأولى، وأن تغرف من المزيد من أموال خصومه، لتنحاز إلى البهرجة المجانية فقط.

آخر الأخبار