هكذا التحف وزير خارجية الجزائر المسكنة وسوَّق للأقوال بعيدا عن الأفعال

الكاتب : الجريدة24

26 ديسمبر 2023 - 10:00
الخط :

هشام رماح

استساغ النظام العسكري الجزائري، ارتداء لبوس الحمل وهو ذئب يتربص بالمملكة المغربية، وانتصر للأقوال بدل الأفعال، وهو يتحدث عن العلاقات البينية التي قرر قطعها من طرف واحد، إلى أن استفاق من أوهامه وتلاشت أماله في أن تتوقف الساعة في الجار الغربي لهذا السبب.

وبينما اعتمد المغرب دوما سياسة اليد الممدودة التي فسرتها الجارة الشرقية ضعفا، لحين قررت قطع العلاقات بتاتا، فإن "أحمد عطاف" وزير الخارجية الجزائري، لم يجد غضاضة في الكذب بشكل سافر، على الجمهور العربي وهو يصور حكام الجزائر محبين للسلام وسعاة للَّمَّة بدل الفرقة.

وخلافا للأفعال تبجح ممثل النظام العسكري في الخارج، بأنه "يمكن اعتبار الجزائر أكثر ميلا للإسراع لإيجاد حل بين الجزائر والمغرب لأننا واعون ببناء المغرب العربي"، وهو قول أبعد ما يكون عن واقع الحال، الذي يفضح ازدواجية نظام مريض بالمغرب وينتكس لكل نجاحاته.

والتحف "أحمد عطاف"، وزير الخارجية الجزائري، لحاف المسكنة وهو يتحدث في عبر منصة "أثير" التابعة لشبكة "الجزيرة" القطرية، محاولا تغطية الشمس بالغربال، ساعيا إلى تجميل صورة بلاده، التي انقضت على المغرب متهمة إياه بإضرام النيران في غابات القبايل، وقطعت عنه الغاز عبر الأنبوب الذي كان يمر عبره نحو إسبانيا، بعدما ذهبت الظنون بحكامها أن المغرب سيختنق جراء ذلك.

واتصف "أحمد عطاف"، بالجبن بعدما تجاوز الحديث عن الأسباب الحقيقية، التي جعلت العلاقات المغربية الجزائرية، تبلغ هذا المدى المستفحل، والتي ليست غير وضاعة نظام مارق تنكر لجمائل بلد جار، وكان أن رد على المبادرة النبيلة للمملكة وهي تبدي استعدادها طواعية للمساعدة في إخماد نيران القبايل، بشيطنته ورميه جورا بأنه من أشعل النار في الجزائر.

أيضا، لم يستطع وزير خارجية النظام المارق، تسمية الأشياء بمسمياتها، وتوغل في بحر الخديعة، وتغافل أن المغرب تحت قيادة ملكه محمد السادس، لطالما دعا لنبذ الفرقة، ودفق كأس الخلاف، وهو أمر سجله التاريخ مرارا، وآخر ما دونه في هذا الشأن، حين قال الملك الهمام في عيد العرش المجيد الأخير، "نسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين".

لقد صمَّ الـ"كابرانات" وأتباعهم آذانهم حينها، فالصلح لا ينفعهم بقدر ما في مصلحتهم الاحتفاظ بالمغرب كعدو أزلي يعلقون عليه خيباتهم ويخوفون به حرائر وأحرار الجزائر، حتى يظلوا جاثمين على صدورهم، وهو ما تبدى مؤخرا، حينما استرسل إعلام الجارة الشرقية، كذبا وافتراء، بنسب كل الشرور له.

وإذ تحدث أحمد عطاف عن حلم إحياء مشروع المغرب العربي، فلا بأس من تذكيره بأن الملك محمد السادس، دعا الجزائر في الذكرى الـ43 لعيد المسيرة الخضراء المظفرة، وبالضبط في 6 نونبر 2018، لهذا الأمر، لكن.. لا حياة لمن تنادي.

آخر الأخبار