الجزائر واتحاد المغرب العربي.. "الميَّة تكذب الغطّاس"

هشام رماح

يقول الأشقاء في مصر "الميَّة تكذِّب الغطَّاس".. وفي الأمانة العامة لـ"اتحاد المغرب العربي"، كان مثل هكذا تفاعل مع "أحمد عطاف" وزير الخارجية الجزائري، الذي سوَّق بلاده محبَّة للَّمَّة ونابذة للفرقة، عندما استضافته منصة "أثير" القطرية، وعبر هناك عن "حُلم" الجزائر في بناء مغرب عربي قوي!!!

وإذ تفيد الوقائع بأن النظام العسكري الجزائري، يؤتي أفعالا مخالفة تماما، لـ"الحلم" المعبر عنه من لدن وزير خارجيته، فإن الأمانة العامة لـ"اتحاد المغرب العربي"، سارعت إلى إصدار بيان، مذيل بتوقيع "الطيب بكوش"، الأمين العام، يحمل بين طياته دعوة صريحة لتنزيل "الأقوال" الجزائرية وترجمتها إلى أفعال على أرض الواقع.

وبعيدا عن "الأحلام" التي روج لها وزير الخارجية الجزائري، فإن التاريخ يذكر جيدا، كيف أن النظام العسكري الجزائري، دخل في خلافات مجانية مع الأمانة العامة لـ"اتحاد المغرب العربي"، في محاولة منه تصريف أحقاده المعلنة منها والدفينة تجاه المملكة المغربية، والتي أوقدها، في شهر أبريل 2023، تعيين أمينة سلمان، دبلوماسية مغربية ممثلة دائمة للمنظمة المغاربية لدى الاتحاد الإفريقي.

حينها أقام النظام العسكري الجزائري الدنيا ولم يقعدها في وجه الأمين العام "الطيب بكوش"، بعدما اعتمد الدبلوماسية المغربية، واتهمه بأن هذا التعيين "لا يدخل ضمن صلاحيات" كما أن النظام العسكري وفي تعبير سافر منه لعنجهيته عاب على الاتحاد الإفريقي قبول اعتماد أمينة سلمان واعتبره "غير مسؤول وغير مقبول".

وفيما وإلى حدود الأمس القريب، لم يبدر عن الجزائر ما يحيل على أنها فعلا تروم لم الأشقاء المغاربيين، فإن تصريحات وزير خارجية الجارة الشرقية، وبدلا من أن تظل محل تسويق أجوف، سارعت الأمانة العامة لـ"اتحاد المغرب العربي"، لمحاصرة النظام العسكري ومحاججته بما يدمغ صحة ما يراود العسكر من "أحلام"، تلفظ بها "أحمد عطاف" على أثير المنصة القطرية.

وأورد بيان الأمانة العامة للمنظمة المغاربية "استمعنا باهتمام كبير إلى تصريح أحمد عطاف وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج بالجمهورية الجزائرية الذي أدلى به لشبكة "أثير" التابعة لقناة الجزيرة القطرية بتاريخ 23 دجنبر 2023 والذي عبر فيه عن الاستعداد لتهيئة الأرضية لمواصلة البناء المغاربي عبر الإسراع في إيجاد حل للخلاف مع المغرب يحقق التآخي ومواصلة تحقيق الحلم المغاربي".

وإذ رحب البيان بـ"الموقف الجزائري"، فإنه بادر لتذكير الجزائر بأن الفعل ليس مثل القول، وبأنه عند الامتحان يعز المرء أويهان، أو كما يقول الأشقاء المصريون "المية تكذب الغطاس"، حينما أبدت الأمانة العامة لـ"اتحاد المغرب العربي"، أملها في تنحو الجزائر إلى المبادرة بدل ترديد الكلام.

وكان بيان المنظمة المغاربية حاسما حينما أفاد بما يلي "نأمل أن نرى الأطر الشاغرة الثلاثة في الأمانة العامة ترشح لها الجزائر كفاءات في مستوى المرحلة، وهي مدير البنية الأساسية ورئيس قسم التنمية البشرية، وخبير البنية الأساسية، بالتزامن مع تسديد المستحقات المتخلدة بالذمة وأن نزف بذلك هذه البشرى لشعوب مغربنا الكبير".