المغرب والجزائر في كأس إفريقيا.. بين تربية الملوك وتربية الصعاليك

الكاتب : الجريدة24

31 يناير 2024 - 01:14
الخط :

هشام رماح

خرج "أسود الأطلس" من دور ثمن النهائي لكأس إفريقيا للأمم، بعد هزيمتهم مساء أمس الثلاثاء بهدفين لصفر أمام منتخب "جنوب إفريقيا"، ليلتحقوا بالمقصيين من الأشقاء العرب من المنافسات القارية

لكن في خروج المنتخب المغربي ما يعزي نظاما عسكريا مارقا ويبلسم جراحه، وهو الذي سلط إعلامه على أبناء "وليد الركراكي"، بشكل جعلهم يحجمون عن ذكر اسم المملكة متى انتصر أبناؤها أو تعادلوا

ولتنطلق ألسنتهم ويذكروا المغرب متى أعلن إقصاؤه في "بلاتوهات" الحوانيت الإعلامية الجزائرية، وفي كل مجامع السوء التي يرعاها العسكر.

وبالعودة إلى خروج المغرب الذي تلا خروج المنتخب الجزائري الذي تذيل ترتيب مجموعته للمرة الثانية في مشاركته بكأس إفريقيا الماضية بالكاميرون وحاليا بساحل العاج

يتبدى فرق كبير بين المغاربة الأحرار الأقحاح الذين اعتقدوا كثيرا في قدرات منتخبهم، وبعدما خابت مساعيه ومساعيهم

انبروا إلى تحليل النقائص والعلل الرياضية التي جعلت "أسود الأطلس" خارج السباق نحو نهائي المنافسة، وبين إعلام جزائري هجين بين العثماني والفرنسي،

اعتقد بأن ما جرى لمنتخبهم إنما هو "كولسة" وبفعل فاعل ليس غير البعبع الذي يخفيهم "فوزي لقجع"، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وصدق من انحاز إلى المفاضلة بين تعامل المغاربة وإعلامهم مع إقصاء المنتخب المغربي وتعامل الـ"كراغلة" وإعلامهم مع إقصاء المنتخب الجزائري

إذ أن التمييز بين ردود الأفعال في الطرفين يكشف اختلاف معادن أبناء تربية الملوك وسقط تربية الصعاليك

فكما اتفق المغاربة جميعا بأن أداء المنتخب المغربي كان سيئا ولم يرق للمطلوب في انتظار تجويد اللعب واللاعبين مستقبلا

فإن "ولاد الحركي" انبروا إلى تغطية الشمس بالغربال ونسبوا إخفاقهم لما يدرجون عليه بـ"الكولسة" و"المؤامرة" وغيرهما من قاموس الـ"بروباغندا" الجزائرية.

ولا يخفى على أحد أنه وبمجرد إطلاق الحكم السوداني لصافرة نهاية مباراة المنتخب المغربي، انطلقت الأهازيج في الجزائر فرحا بخسارة المنتخب المغربي

الذي جثم على صدورهم وصدور الـ"كابرانات" المتحكمين في رقاب أزلامهم، ولتنطلق معها عقد ألسنة أبواق العسكر لتنطق أخيرا اسم المغرب

الذي كان يؤلمها أن تضمه إلى انتصارات "أسود الأطلس" وقررت أخيرا أن تلزمه بالخسارة، التي أخيرا ستجعل "ولاد الحركي" ينصرفون لما يعنيهم

بدلا من حشر أنوفهم في شؤون المغاربة والمغرب.

وعموما انتصر المنتخب المغربي كثيرا وكان معه المغاربة في انتصاراته، وفي انهزامه ضراء تستلزم الوقوف معه مثلما كان الحال في السراء

فمن كان يؤمن بكرة القدم والمنافسة على كأس إفريقيا، فقد انتهى الحلم إلى حلم جديد، أم من كان يمنون النفس، في جارة السوء، بهزيمة أبناء وليد الركراكي الذين احتلوا الرتبة الرابعة عالميا

فهل يستطيعون الالتفات لما يجري في داخل بلادهم التي اغتصب فيها الـ"كابرانات" الشجر والبشر وقضوا وطرهم حتى من الحجر؟

فجعلوا الجميع يسبحون باسمهم ويفرحون لهزائم المغربي في رقعة الملعب أكثر مما يحزنون لظفر بلادهم بنقطتين فريدتين فقط من ثلاث مباريات

ليلتحقوا بديارهم خائبين بعد عطلة قصيرة في ساحل العاج.

آخر الأخبار