هشام رماح
لربما "عزيز غالي"، "فلتة النضال، الذي يترأس "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" هو من أصبح سعيدا ، اليوم، بين المغاربة جميعا، ومنتعشا أيضا، لخسارة "أسود الأطلس" أمام منتخب "جنوب إفريقيا"، ولعله وهو يحتسي كأسا من الخمر، أمس تزامنا ومباراة دور الثمن، ويسامر ثلة المارقين أمثاله على "شرف" خسارة المغرب، ألقى وسطهم خطبة عصماء، وكأن بأبناء وليد الركراكي من جيش الاحتلال "والجنوب إفريقيين مقاومين من حماس.
ورغم خسارة المنتخب المغربي، إلا أن الأكيد أن رخص "عزيز غالي" لن يحيد عنه، ولن يجعله غاليا، وقد أبدى حقدا ظاهرا ودفينا لكل ما هو مغربي، وزاغ عن جادة الصواب، وأودى بـ"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" إلى وادي الوضاعة السحيق، وهي التي مر منها مناضلون، لطالما تحلوا بالمروءة واحتفظوا لأنفسهم بالكرامة، التي يفتقدها الرئيس الجديد لحد جعله يفضل بين تشجيع المغرب وبين جنوب إفريقيا عبر الزج بـ"التطبيع" و"المقاومة" لدس السم في العسل.
ولا غرو أن "عزيز غالي" هو واحد من "شيوخ النظر"، الذين يفترقون للمباديء وينحازون إلى تصفية الحسابات مع الدولة بطريقة بذيئة، وهو يرى في كل فرصة تلوح أمامهم، بارقة لينهش فيها لحم الوطن، ويغرزون سكينا في خاصرتهم، وليعبر بكل خسة عن التئام بلاغة الدناءة والحقارة في هذا "الشِّلْو" (مفرد أشلاء)، الذي يعتبر نفسه جهبذ زمانه ويضعها في مقادمة "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان".
وليس "عزيز غالي" إلا مثل ورم خبيث، أطلق جذوره في هذا الوطن، ويتفجر قيحا متى وجد المغاربة ملتئمين حول ما يعنيهم، وهو أمر يضيره بشكل يحث من خلاله السعي لتكدير صفوهم، والتيه بهم في مستنقعاته الحبلى بالمياه الآسنة، وهو يمزج بشكل سمج ومقيت بين السياسة والرياضة، التي حاول من خلالها جعل رقعة الملعب المعشوشبة "قطاع غزة" وبين المنتخبين الكرويين جيشا للاحتلال ومقاومة حماسية.
ولأن كل إناء بما فيه ينضح، فلم يثبت "عزيز غالي" إلا رخصه وبأنه ناشز شارد خارج الإطار، ينعق وحيدا، في تجلٍّ واضح لانتهازيته وترجمته لمساعيه مثل أي مارق، في دق إسفين في هذا الوطن الذي يفترش أرضه ويلتحف سماءه، ويجعل قلوب الأحرار تنزف دما وتذرف عيونهم دموعا حزنا على ما بلغه "النضال" في المغرب، وشاكلة "مناضلي" آخر الزمن الذين يصرفون الخزعبلات ويتصرفون في حاليا في شؤون "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان".
