قلق بسبب وضعية الماء بسوس وتدابير استعجالية للحد من استنزافه

أمينة المستاري
تبدو آثار الجفاف واضحة على مجموعة من مناطق سوس ماسة، بسبب قلة التساقطات المطرية ونضوب الفرشة المائية بسبب الاستنزاف المستمر، الذي جعل وضعية الماء بسوس مقلقة.
فقد بلغت نسبة الملء إلى حدود اليوم الخميس 1 فبراير، في سد إمي الخنك4, 32 في المائة، أما بسد المختار السوسي 7, 21 في المائة ، فيما لم تتجاوز نسبة الملء بسد يوسف بن تاشفين 10 ,2 في المائة، و7,7 في المائة بسد أولوز... والتي تعتبر من أهم السدود بالجهة، وتظهر هذه الإحصائيات قلة التساقطات التي لم تشهدها المنطقة من قبل، إضافة إلى تضرر الفرشة المائية
مما استنفر السلطات الإقليمية بكل الأقاليم، التي أعلنت على غرار باقي الجهات بالمغرب، عن مجموعة من التدابير الاستعجالية للتقليل من استنزاف المياه ليس فقط على المستوى الفلاحي ولكن أيضا على مستوى الاستهلاك والاستعمالات الأخرى كالحمامات والمسابح وكراجات غسل السيارات، وفرض قيود على استعمالات الضيعات للفرشة المائية، هذه الأخيرة وجدت نفسها مهددة بسبب الخصاص في مياه السقي وأيضا بسبب القرار الأخير الذي سيقيد استعمالها للمياه الجوفية والسطحية
خاصة بتارودانت، التي تعرف ندرة مياه السقي مع توالي سنوات الجفاف وعدم انتظام التساقطات المطرية، الشيء الذي جعل الفلاح يضع كل آماله في مشروع إحداث محطة لتحلية مياه البحر الذي تمت برمجته من طرف الحكومة لإنقاذ القطاع الفلاحي لكفاية حاجياته من مياه السقي، بعد أن أصبحت السدود عاجزة عن سد الخصاص ليس فقط مياه السقي بل الشرب أيضا.
هذا من جهة، من جهة أخرى عبر يوسف الجبهة، رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، خلال أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لسوس ماسة المنعقد مؤخرا بتارودانت، على ضرورة اتخاذ كل التدابير الضرورية لتعبئة الموارد المائية من خلال البرامج المتعددة لمختلف المتدخلين.
واعتبر الجبهة أن تحيين المخطط المندمج لتدبير الموارد المائية أمر في غاية الأهمية، لتسريع البرامج المتعلقة بتعبئة الموارد سواء الاعتيادية أو الغير اعتيادية خاصة إنجاز محطات تحلية مياه البحر المبرمجة لسهل تيزنيت وأيضا لحوض سوس للحفاظ على الاستثمارات الفلاحية بالأحواض المسقية بإقليم تارودانت في مناطق كأولاد تايمة والكردان التي تعتبر أحد المزودين الرئيسيين للسوق الداخلي بالمنتجات الفلاحية
والسير على نهج إقليم اشتوكة الذي عرف إنشاء محطة التحلية ب"الدويرة"، واعتبرت مكسبا حقيقيا للجهة، بعد أن حافظت على استمرارية الإنتاج الفلاحي بعد التوقف عن التزود بالمياه من السد، هذا في الوقت قدر العجز المائي بحوض سوس بحوالي 400 مليون متر مكعب ، وتمكنت المحطة من تأمين ليس فقط مياه السقي بل الماء الشروب لأكادير الكبير، بعد أن توقف سد يوسف بن تاشفين من تزويد المنطقة بالماء.