المغرب يستعد لتسلم إدارة الأجواء في الصحراء المغربية من إسبانيا

هشام رماح

أيام قليلة فقط تفصل بين تسلم المغرب، لإدارة المجال الجوي للصحراء المغربية، من طرف الجارة الشمالية، التي تضطلع بهذه المهمة انطلاقا من جزر الـ"كناري"، وفق اتفاق دولي ترعاه منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة.

وكما جرى التوصل لاتفاق بهذا الشأن خلال الزيارة الأخيرة لـ"بيدرو سانشيز"، رئيس الحكومة الإسبانية إلى المغرب شهر فبراير الماضي، يتم إعداد محطة جوية بمدينة أكادير، من حيث ستتم الإدارة المغربية للأجواء في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وستنضاف المحطة الجوية بأكادير إلى نظيرتها الكائنة في الدار البيضاء، إذ تضطلع الأخيرة بالمجال الجوي للمملكة حتى حدود أكادير بينما ستتكلف المحطة الجديدة بإدارة المجال الجوي للصحراء المغربية، في ترجمة للاتفاق المبرم بين المغرب وإسبانيا، في 2022، والذي توجه اللقاء الأخير الذي جمع بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، بالقصر الملكي في الرباط، في 21 فبراير 2024.

وتشرف إسبانيا على إدارة المجال الجوي للصحراء المغربية، انطلاقا من قواعد جوية، تشرف عليها شركة "ENAIRE" في جزيرة "لاس بالماس"، وفق اتفاق دولي في إدارة المجال الجوي، منذ رحيل إسبانيا عن المنطقة، عقب المسيرة الخضراء المظفرة في 6 نونبر 1975.

ويأتي تسلم المغرب لإدارة الأجواء في أقاليمه الجنوبية، استنادا إلى البيان المشترك المعتمد في ختام مباحثات الملك محمد السادس و"بيدرو سانشيز"، وهو البيان الصادر بتاريخ 7 أبريل 2022، والذي يشمل حل مسألة المجال الجوي للصحراء، والاتفاق على فتح الجمارك التجارية في سبتة ومليلية المحتلتين، والمغلقة منذ 2018.

وستتولى محطة أكادير التي دخلت الخدمة منذ عامين بعد الانتهاء من تشييدها في 2019، مراقبة الأجواء في الصحراء المغربية بعدما أنشأت لهذا الغرض فضلا عن حلولها محل محطة الدار البيضاء في حال حدوث مشكل في الأخيرة.

وحاليا يستلزم الطيران المدني التنسيق مع مركز المراقبة الجوية الإسباني، ضمن أرخبيل الـ"كناري"، بينما لا يسري هذا الأمر على القوات الجوية المغربية التي تطير مقاتلاتها بكامل حريتها في أجواء المملكة انسجاما والحدود البرية والبحرية المغربية.

وكانت صحيفة "Confidencial Digital"، الإسبانية، أفادت بأن "بيدرو سانشيز"، رئيس حكومة الجارة الشمالية، قد أعطى الضوء الأخضر لتمرير إدارة ومراقبة المجال الجوي للصحراء المغربية إلى المملكة، وهو ما سيسهم في انتعاشة اقتصادية للمغرب.