أعلام فاس وعلماؤها..ابن فرتون أكثر أعلام فاس إبداعا بالتأريخ والرواية

الكاتب : الجريدة24

27 مارس 2024 - 11:00
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

يعتبر أبو العباس أحمد بن يوسف السلمي الفاسي أحد أعلام مدينة فاس وأكثرهم إبداعا بالتأريخ وأبرعهم بالرواية، وعرف بلقب "ابن فرتون" اشتهر به داخل المغرب وخارجه وأينما حل وارتحل طلبا للعلم سيما في الأندلس وسبتة والجزيرة الخضراء ومالقة.

شهرة الرجل المؤرخ والأديب المزداد بفاس في تاريخ غير مضبوط والمتوفى في 666 هجرية، تجاوزت حدود فاس والمغرب ارتباطا وعلاقة بما تركه من مؤلفات وآثار لها بصمة في التاريخ والأدب إلى الآن، ومنها كتابه الشهير "الذي على صلة ابن بشكوال".

ومن أشهر مؤلفاته كتابه "الاستدراك والإتمام" واستدرك فيه على السهيلي في كتابه "التعريف والإعلام"، كما غيره من كتب ابن فرتون الذي كان دوما ذاكرا للتاريخ والرجال، وعاش حياته زاهدا ورعا تقيا صادقا محبوبا لدى شيوخه وطلبته أينما التقاهم.

 وإضافة إلى الكتابين المذكورين، عرف عنه ذكره طبقات الناس وكثير من متون الأحاديث وقسط صالح من الجرح والتعديل، دون أن ينسى فضل شيوخه وأشهر علماء عصره، عليه ممن أخذ عنهم العلم ومنهم أبي ذر الخنشي أبي محمد بن حوط الله.

ومن بين الذين كان لهم فضل على ابن فرتون الفقيه المحدث الراوية العالم المؤرخ الفاضل، أبي القاسم عبد الرحيم بن الملجوم ابن عمه عبد الرحمان وأبي القاسم بن زانيق. وجميعهم وغيرهم روى عنهم كما كتب عن أبي القرطبي وأبي الخطاب بن واجب.

وعنه أخذ الكثيرون ومنهم ابن الزبير وغيره، كما ذكر الكثير ممن تناولوا سيرته بالدرس وما عرف عنه من زهد وورع وهو الذي صنع برنامجا ضمنه ما رواه وجزء من حياته بفاس ولما توجه إلى إسبانيا التي قضى فيها مدة مهمة قبل وفاته بسبتة.

وأخذ الرجل بسبتة عن علماء كبار من أهلها ومن الواردين عليها، كما فعل في الأندلس لما دخلها وأخذ عن علمائه على غرار الجزيرة الخضراء ومالقة حيث أخذ عمن وجد والتقى ولازم وحيث عاش زاهدا ورعا وإنسانا فاضلا ذاكرا للرجال والتاريخ ومتون الأحاديث.

واهتم ابن فرتون من شبابه بالتاريخ والبحث فيه قبل أن يتنقل إلى سبتة ومنها للأندلس فالجزيرة الخضراء ليزحف إلى ملقة، حيث ظل طيلة سنين يتنقل بين مدن الأندلس ولما كان بحصن بليش من شرقي مالقة، عرض عليه ما أوجب رجوعه إلى سبتة، فبقي بها.

ولم يخرج من سبتة إلى حين وفاته، في 26 شعبان 666 هجرية تاركا وراءه مسارا تأريخيا وإبداعيا زاخرا وحسن سيرة مشهود له بها وهو الذي اجتمع له سماع جم والذي كان حسن الخط وكتب بخطه كثيرا واعتنى به غاية الاعتناء حتى كان آخر المكثرين.

وتلك معلومات وشهادة وردت في كتاب "النبوغ المغربي في الأدب العربي" جاء فيه أن ابن فرتون بعدما ألف كتابه على صلة ابن بشكوال، كان أول من فتح باب التذييل عليها الذي تبعه فيه ابن الزبير وهو تلميذه بكتاب عنونه "صلة الصلة".

وسار في نفس الاتجاه أيضا ابن عبد المالك المراكسي في كتابه "الذيل والتكملة"، وابن الأبار بكتابه "التكملة" حسب ما أورد كتاب "النبوغ المغربي في الأدب العربي" ذاكرا أن كتاب ابن فرتون كان مادة لجميعهم اقتبسوا وتفاعلوا معه وعلى نهجه.

آخر الأخبار