باسو يقحم "السياسة" في "سي الكالة" ويتخلى عن الفكاهة

الكاتب : الجريدة24

27 مارس 2024 - 12:40
الخط :

بعد استبعاده من الانتاجات الرمضانية لهذه السنة، اختار صنيعة برنامج كوميديا، باسو أن يطل على المغاربة عبر منصة يوتوب من خلال سلسلة "سي الكالة" التي حصدت قرابة 13 مليون مشاهدة في 5 حلقات بعد 360 ساعة.

باسو تقمص في هذه السلسلة دور موظف سمسار متشعب العلاقات و"قاضي حاجة" لمن يلتجئ إلى خدماته.

البعض انبهر بما قدمه باسو في هذه السلسلة التي تقمصت دور الفكاهة في ظاهرها لكنها تحمل في طياتها خطاب سياسي واضح المعالم لمن يهمه الأمر.

نجح باسو في تلبية "ايكو" من أقبل على سلسلته نكاية بجيش عرمرم من المسؤولين الجماعيين ممن أزكمت تقارير المجلس الاعلى للحسابات بفضائحهم.

ويمكن القول أن سلسلة "الكالة" حضر فيها كل شيء إلا الفكاهة، طالما إن شرح الواضحات من المفضحات " كثرة الهم كتضحك" فأين هو الإبداع إذن.

باسو اختار ان يحتج على من أقصاه من الحضور الرمضاني في القنوات التلفزيونة الممولة من جيوب دافعي الضرائب، عبر ما يعتقده سخرية سياسية، وهي مضرة بمساره كفنان.

يمكن القول أن باسو لم يستفد من دروس من سبقوه من الفنانين الذي أرادوا استعمال الفن لأغراض سياسية فكانت النتيجة، أن خسرتهم الساحة الفنية وتنكرت لهم السياسة التي احتموا  بجبتها.

نعم الفنان ابن بيئته طالما احترم هويته الفنية، ولم ينتحل دور غيره  في الوظائف الأخرى وإلا فان مصيره  سيكون كالغراب الذي أراد تقليد طريقة مشي الحمامة فنسي طريقة مشيه الأصلية.

ليس من الإبداع في شيء أن يركب الفنان على موجة تلبية ما يطلبه المستمعون، فالمحدث موجه وليس مستقبل، طالما أن الفن يسهم في تهذيب الذوق العام لدى المتلقي، ليسمو به إلى القيم الإنسانية الإيجابية.

لم يكن الإبداع يوما هرولة نحو " ترياب الحفلة"، أو مجرد رد فعل على إقصاء من دور في عمل فني عابر، فالإبداع هو استخدام الخيال لإنشاء فكرة أو شيء جديد.. فما هي فكرة سلسلة "سي الكالة" التي أطل بها باسو على المغاربة؟

آخر الأخبار