أعلام فاس…ابن الأحمر أندلسي عاش بين الرصيف ورحبة الزبيب

الكاتب : الجريدة24

12 أبريل 2024 - 10:00
الخط :

 فاس: رضا حمد الله

تشهد المدينة العتيقة بفاس، على لحظات تاريخية مفعمة بالعلم وعبق التاريخ يشم من أسوار وبيوت سكنها علماء وأعلام ذاع صيتهم داخل المغرب وخارجه ومنهم المؤرخ والشاعر والكاتب إسماعيل بن الأحمر الأندلسي الوافد على فاس والمتوفى فيها.

وطوال مكوثه بمدينة فاس وافدا من غرناطة حيث ولد في 1325 ميلادية وإلى حين وفاته في 1405 ميلادية، سكن ابن الأحمر الخزرجي وعائلته بمنزل بعقبة المكودي وهي التي تسمى حاليا بالمدارج وتقع بين الرصيف ورحبة الزبيب بالمدينة القديمة.

وفيها فتح عينيه وثبت قدراته ومهاراته في التاريخ والشعر والكتابة، بل عمل إلى توثيق علاقته بعمران فاس العتيقة وعاداتها وأهلها في كتابه "بيوتات فاس الكبرى" واحد من أشهر كتبه الشهيرة ومنها طبعا كتابه "روضة النسرين في أخبار بني مرين".

ولم يكن الكتابان وحدهما حصيلة مؤلفاته، بل خلف الرجل العديد من المؤلفات منها "شرح البردة" و"حديقة النسرين في أخبار بني مرين" و"عرائس الأمرار ونفائس الوزراء" و"تأنيس النفوس في تكميل نقط العروس" و"نثير فرائد الجمان في نظم فحول الزمان".

ومن مؤلفاته أيضا "نثير الجمان في شعر من نظمني وإياه الزمان" والمنتخب من درر السلوك في شعر الخلفاء الأربعة والملوك"، وغالبية مؤلفاته أبدعها حين استقراره بمدينة فاس وافدا من غرناطة كما ذكرت ذلك أمهات الكتب التي تناولت حياته ومساره العلمي.

لكن بداياته كانت بالأندلس حيث ولد قبل أن ينتقل لغرناطة حيث نشأ وتلقى تعليمه الأولي قبل أن يرحل إلى المغرب ويستقر بفاس التي قضى بها معظم حياته بعيدا عن مسقط رأسه بغرناطة التي فر منها بسبب اضطراب دولة بنو الأحمر التي ينتمي إليها.

وكان لخلافات بنو الأحمر حول الملك دون في رحيله بعدما لجأ والده إلى بنو مرين في المغرب ليعيش مع أبنائه ومنهم إسماعيل موضوع حلقة هذه السلسلة، وعاشوا جميعا في كنف السلطان أبي الحسن المريني بفاس، في معلومة زكتها المصادر التاريخية.

وبفاس أخذ عن مجموعة من الشيوخ الذين ذكرهم في فهرسته، سواء بفاس أو من الأندلسيين المقيمين بالمغرب أو أولئك الأندلسيين الذي التقاهم أثناء ترددهم عليه أو في أثناء رحلاتهم إلى الشرق وعودتهم منه ومكوثه مددا متفاوتة في المغرب.

ومن هؤلاء الشيوخ الكبار محمد بن محمد بن داود الصنهاجي المعروف ب"ابن آجروم" وهو فقيه ونحوي مغربي من صنهاجة اشتهر بكتابه "الأجرومية"، كما القاضي محمد بن أحمد الفشتالي قاضي فاس وهو من العلماء بفقه المالكية والأدب وأحد الكتاب البلغاء في عصره.

وممن أجازه من الأندلسيين، أبو سعيد فرج بن لب التغلبي الغرناطي وهو عالم أندلسي وإمام ومفتي ومن أكابر العلماء ومحققيهم كما كثير من غيرهم ومنهم أبو القاسم عبد الرحمن الأموي التابعي محدث دمشق، وقيل أنه "أدرك مائة من الصحابة" ومات في سنة 1200.

وتؤكد المصادر التاريخية أن إسماعيل ابن الأحمر استطاع بفضل ثقافته أن يرتبط بالسلطة، متحدثين عن أن السلطان أبي عنان المريني قربه منه وجعله في جملة العلماء والأدباء والشعراء، ما زاد من تأثيره وشهرته واحدا من أهم علماء فاس وأعلامها الكثيرين ممن لا حد في عدهم.

آخر الأخبار