أعلام فاس وعلماؤها..عبد الرحمان الدكالي أشهر علماء الكراسي العلمية
فاس: رضا حمد الله
يعتبر عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم الدكالي أحد أشهر علماء اشتهروا بالكراسي العلمية فيما قبل العهد الوطاسي الذي عرفت فاس فيه وجوها لامعة في سماء العلوم على غرار عهد المرينيين الذي كانت معظم الكراسي له أوقاف خاصة بها كما أوقاف كراسي بجوامع ومساجد صغرى.
وأخذ الدكالي العلم عن مجموعة من الشيوخ على غرار والده والهبطي وابن هارون الذي لازمه واستفاد منه لما كان يدرس المدونة فوق كرسي بمدرسة الوادي في حياة شيخه ابن غازي. إضافة إلى أبي أحمد الونشريسي نزيل فاس ومفتيها وحيث درس المدونة وفرعي ابن الحاجب.
وما فتح عيني عبد الرحمان الدكالي على العلم وعلماء فاس، هو احتكاكه بوالده الذي كان من شيوخ المدونة والرسالة ومن طبقة شيخ الجماعة أبي عبد الله بن غازي الذي تخرج على يديه جماعة من الأعلام ودرس مختلف الفنون العلمية بكرسيه المعروف بكرسي ابن غازي وغيره.
وما يميز عبد الرحمان عن مجايليه، أنه يعتبر أصغر من جلس منهم للتدريس، وكان ذلك وعمره لا يتجاوز 11 سنة، ما ذكره أحمد المنجور في فهرسته وخلال تطرقه لمسار هذا الرجل قال عنه إنه جلس للتدريس في أول شبابه حضرة عنده "دولا من رسالة الشيخ أبي محمد".
و"كان له المزية فيها على سائر أهل عصره مدة طويلة، بكرسيه بين المغرب والعشاء بجامع القرويين، وسارية الظهر به، وبكرسي الخميس والجمعة بعد صلاة الصبح به أيضا، وبمسجد عين الخيل بالغذاة في غير الشتاء، وجملة من تهذيب البرادعي" هكذا حكى عنه.
وأكد أن أبا العباس الزقاق كان له فضل كبير على عبد الرحمان الدكالي الفاسي الفقيه الموثق العالم الأستاذ الشيخ الصالح، وأخذ عن عبد الواحد الونشريسي الذين كان معلوما بإتقان النحو والوثيقة مع حسن الخط وكان يكتب لابن غازي تحبيساته في ظهر تآليفه وما يحتاج إليه.
وأخذ عن عبد الرحمان الدكالي، أبو عبد الله المعروف بالقصار وهو مفتي فاس ومحدث المغرب في وقته يرجح أصله إلى غرناطة وفد أبوه منها لما استولى عليها الإسبان، واستقر بفاس حيث ولد قبل وفاته بزاوية ابن ساسي في طريقه إلى مراكش وقبره بهذه المدينة الحمراء.
ووفق ما ورد في كتاب "شجرة النور في طبقات المالكية" لمحمد مخلوف وفي فهرسة المنجور، فالدكالي توفي في 962 هجرية، بعدما ولد بها في الوقت الذي كان والده إبراهيم قدم إليها قديما. وكان عارفا برسالة أبن أبي زيد "يقوم عليها أحسن قيام" كما ذكرت المصادر.
