صحيفة إسبانية: أنبوب الغاز المغربي النيجيري.. مشروع يهدف لتحقيق الربح للجميع

هشام رماح

"تحقيق الربح للجميع".. هكذا وصفت صحيفة "Atalayar" الإسبانية الهدف المتوخى من أنبوب الغاز الذي يرتقب أن يربط بين المغرب ونيجيريا، مشيرة إلى أن التقدم حاصل بشأن تنزيل هذا المشروع على أرض الواقع، وإلى كونه مشروعا لا يعد فقط بتعزيز الاقتصادات الإفريقية بل يروم تعزيز تعاضد القارة السمراء وتوطيد التعاون الطاقي.

وفي تسليطها الضوء على أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، أفادت الصحيفة الإسبانية، بأنه سيصبح أطول أنبوب غاز تحت البحر في العالم، إذ فيما يبلغ إجمالي طوله 6000 كلم، فإن 5600 منه ستكون في أعالي المحيط الأطلسي قبالة سواحل الدول المعنية به بينما تنضاف إليها 1700 كلم على الأرض.

وإذ تبلغ الطاقة الاستيعابية لأنبوب الغاز الموعود 30 ألف مليون متر مكعب من الغاز، أوردت "Atalayar" بأن مجموع البلدان التي انخرطت في هذا المشروع العملاق بلغ 13 دولة وهي الطرفان الرئيسيان المغرب ونيجيريا فضلا عن بنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسينغال وموريتانيا.

واستنادا إلى الصحيفة الإسبانية فمن شأن أنبوب الغاز أن يزود البلدان الإفريقية التي لا تستطيع الولوج إلى إمدادات الطاقة، مع إعطاء الأولوية للبلدان الإفريقية المنخرطة فيه، إذ ستتزود بالغاز كل من دول مالي وبوركينا فاسو والنيجر، وبذلك ستستفيد هذه الدول من احتياطي الغاز النيجيري والبالغ 209 مليار متر مكعب، بما يضمن استقلالية طاقية لها.

أيضا، أشارت "Atalayar" بأن هذا المشروع يعد واعدا لأوروبا، ويحتمل أولوية وأهمية قصوى منذ، منذ اندلاع الصراع المسلح في أوكرانيا، وبالتالي يفتح أمام الشريكين الرئيسيين المغرب ونيجيريا سوقا واعدة، خاصة في ظل ما وصفه نفس المصدر بـ"العلاقات القوية والمستقرة" بين المغرب وإسبانيا، وهو ما يعزز طرح إيصال الغاز النيجيري إلى القارة العجوز عبر أنبوب يصل إلى ميناء مدينة "قادش" بالجارة الشمالية.

وأكدت الصحيفة الإسبانية على أن من شأن إيصال الغاز القادم من نيجيريا إلى إسبانيا أن يمكن من استغلال محطات الغاز الطبيعي المسال الإسبانية، من أجل توزيعه في جميع أنحاء القارة الأوروبية، وبأن هذا الأمر يزيد من الاهتمامات المشتركة بين المغرب وإسبانيا، كما أنه سيعمم الفائدة على نيجيريا لكونها مهتمة بالأمن والمساعدة في مكافحة الإرهاب التي ستحصل عليها من خلال التعاون الدولي مع البلدين.