عندما أسر "كابرانات" الجزائر أقمصة نهضة بركان وكشفوا الفرق الشاسع بين الرفيع والوضيع

الكاتب : الجريدة24

20 أبريل 2024 - 09:00
الخط :

هشام رماح

كل الناس أدمغتهم في رؤوسهم، إلا رموز النظام المارق في جارة السوء، فأدمغتهم في هي في مكان آخر في الجسد، يضرطون منه بدعا تجعلهم دوما في "مواقف بايخة" مثلما يدرج على ذلك اللسان المصري.

فماذا دهى حكام البلاد الـ"هوكاوية" ناحية الشرق؟ حتى يزجوا بأنفسهم في مأزق جعلهم أضحوكة أمام العالم الرياضي والسياسي على حد السواء، وأكدوا على أنهم المعنيون الأوائل بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بعدما اقترفوه في حق فريق "نهضة بركان"، لا لشيء سوى لأن قميص النادي يحمل خريطة المملكة المغربية.

ولا ريب في أن النظام العسكري المثخن بالهزائم التي خاضها ضد المغرب في المعترك الدبلوماسي، أصبح يتخبط بحثا عن أي "انتصار" يبلسم به جراحه، فكان أن قرر تحقيقه عبر الخوض في أمور الرياضة التي لا يختلف اثنان أنها يلزم أن تكون في مبعدة بعيدة عن السياسة.

وكما أن حكام الجزائر لا ينفكون عن إثارة النعرات في مختلف الملتقيات، سعيا لتمزيق المملكة حتى يجدوا لهم منفذا على المحيط الأطلسي فوق ظهور مرتزقة "بوليساريو" الذين يجندونهم، فإنهم أيضا لا يترددون في التحلل من تورطهم في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مثلما حدث خلال لقاء وزير خارجيتهم "أحمد عطاف" مع "استيفان دي ميستورا"، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة.

فهل من ازدواجية أكثر من هذه؟ وهل من غباء معلن في الوجود مثل غباء الـ"كابرانات" وهم يؤتون الشيء ونقيضه؟ ويعلنون أنفسهم غير معنيين بقضية الصحراء المغربية أمميا، بينما أفعالهم تشهد عليهم وعلى وضاعتهم، حتى أنهم "أسروا" أقمصة رياضية، وهللوا لذلك وكأنهم فتكوا بخصمهم وأسروا منه ما أسروا في حرب دارت فقط في رؤوسهم.. عفوا في الأمكنة من حيث يضرطون.
في اليابان هناك مثل شائع حول جهالة الجاهلين مثل "كابرانات" الحظيرة العسكرية الكائنة شرق المملكة الشريفة، ومفاده "من يقر بجهله يظهره مرة واحدة، ومن يحاول إخفاءه يظهره عدة مرات"، وهو مثل لا محالة يصدق بالمقاس على المرضى بالمغرب، والذين غاب عنهم أن أفعالهم ترتد عليهم.

ولا يدري "كابرانات" الجزائر، أي خدمات أسدوا للمغرب من وراء ما اقترفوه مرارا، فكما أنهم أضحكوا العالم عليهم، جعلوا العالمين شهداء على دناءتهم، وعلى مدى ضعفهم وهم يستأسدون على أقمصة رياضية تتوافق والقوانين الرياضية المعمول بها لدى الهيئات القارية والدولية المشرفة على حسن تطبيقها، كما أنهم أعادوا رص صفوف المغاربة، وجعلوهم يدركون إلى أي مدى أن الأعداء أجلاف لا يبتغون لهم خيرا.

أيضا، هؤلاء الـ"كابرانات" وبأفعالهم البغيضة كشفوا للجميع الفرق بين الرفيع والوضيع وهما لا يستويان البتة، كما جعلوا حتى التواقين إلى التغاضي عن حماقاتهم، من أصحاب "خاوة خاوة"، يقطعون دابر الأمل في أن يكون لأي تقارب بين بين الشرفاء والـ"كراغلة" أي كائنة في المستقبل المنظور.

آخر الأخبار