حينما عاقبت الفيفا المغرب بسبب تضامنه مع الجزائر

الكاتب : انس شريد

27 أبريل 2024 - 09:30
الخط :

ساسة الجزائر الجدد ناكرون للجميل، وفاتهم ما تحمل المغرب من أجلهم في المحافل الدولية.

ولعل أول مباراة لكرة القدم جمعت المغرب بجار السوء سنة 1958 شاهدة على التضحية التي قدمت لهم.

ولم تعترف قوانين “الفيفا”، بالمنتخب الجزائري آنذاك، لتتعرض على إثرها كتيبة "الأسود" لعقوبة التوقيف لسنتين من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم.

وقال السلطان الراحل محمد الخامس، قبل 66 سنة من الآن، إنه "حتى لو كانت العقوبة أربع سنوات، سيخوض المغرب هذه المباراة من أجل الجزائر".

وكان المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، في تلك الفترة معترف به من طرف الفيفا، بعدما خاض أول لقاء رسمي له في 19 أكتوبر 1957 ضد منتخب العراق، في مبارة انتهت بالتعادل بثلاث أهداف لكل فريق.

ودخل المغرب في تلك الفترة، مرحلة جديدة عبر بوابة عهد الاستقلال، في المقابل كانت الجارة الجزائر تعاني من الاحتلال الفرنسي.

وقدم المغرب في عهد محمد الخامس، دعما كبيرا في تأسيس الحركة الرياضية داخل الجزائر، خاصة على مستوى رياضة كرة القدم.

وساهم الراحل الحسن الثاني، خلال سنة 1957 في تكوين منتخب بدأ تحت اسم، "فريق جبهة التحرير الوطني الجزائري لكرة القدم".

وقام الراحل، بتشجيع المرحوم عبد لله السطاتي وكان حينها لاعبا محترفا في فرنسا، على تنفيذ عملية هروب اللاعبين الجزائريين المحترفين من فرنسا في 1958 والتحاقهم بصفوف جيش التحرير، أبرزهما رشيد مخلوفي ومصطفى زيتوني.

ليقرر بعد ذلك الراحل، إجراء المقابل بين المغرب والجزائر، بدون أي اهتمام لتهديدات الفيفا، الذي أعلنت خلال تلك الفترة أن أي فريق يواجه الجزائر «غير المعترف بها» سيتعرض للعقوبات.

ورغم أنه تلك الفترة تم استدعاء المغرب والجمهورية العربية المتحدة (سوريا ومصر) للمشاركة إلى جانب تونس وفريق جبهة التحرير الوطني الجزائرية.

البطولة عرفت انسحاب المنتخب الوطني للجمهورية العربية المتحدة، خوفا من تهديدات «الفيفا»، بعد أن قرر عدم الذهاب إلى تونس وعدم لعب أي مباراة ضد جبهة التحرير الوطني الجزائري.

وهكذا، في 7 ماي 1958، عشية البطولة المغاربية التي كان من المقرر أن تجمع تونس والبلد المنظم والمغرب وفريق جبهة التحرير الوطني، عقابا له.

وحرم هذا القرار المغاربة من المشاركة لأول مرة في كأس إفريقيا للأمم.

وتم إجراء المقابلة، بين المنتخب المغربي ونظيره الجزائري، حيث انتهت بتفوق الجزائريين بهدفين مقابل هدف واحد.

ولعب المغرب دورا مهما في انطلاقة المنتخب الجزائري، الذي لعب مباريات أيضا في أوروبا الشرقية.

كما التزم المغرب بمساعدة الشعب الجزائري بطريقة غير مشروطة، منذ اندلاع الثورة سنة 1954، إلى غاية استقلال الجارة الشرقية سنة 1962، سواء ماديا أو عبر منح الأسلحة.

آخر الأخبار