زحف الإسمنت المسلح ظاهرة تقض مضجع ساكنة البيضاء

الكاتب : الجريدة24

29 يونيو 2019 - 09:00
الخط :

أضحى زحف الاسمنت المسلح ، ظاهرة تقض مضجع ساكنة الدار البيضاء ، المدينة المليوينة ، حيث يواصل ،بشكل رهيب، حصد الاخضر و اليابس ، باستثناء الضاحية الجنوبية للحاضرة الاقتصادية للمملكة ، التي لا تزال تقاوم هذا المد كقلعة خضراء ،حيث تنتصب الغابة و مسالك الكولف في بوسكورة كحواجز طبيعية لوقف زحف الإسمنت.

و الواقع ،أن جماعة بوسكورة، القلعة المحفوظة ، أضحت بمثابة رئة خضراء لمدينة مختنقة وقعت ضحية التطور المحموم الذي تشهده، وذلك بفضل غاباتها الكثيفة ومسالك الكولف الخضراء التي تتوسط قلب مدينة إيكولوجية "كازا جرين"، المشروع الرائد في هذه المنطقة.

هذا المشروع، الذي يندرج في إطار مخطط الدار البيضاء الكبرى 2015 – 2020، يهدف إلى الاستجابة إلى بعدين أساسيين ،يتعلق أولهما بتلبية الحاجيات المتزايدة للساكنة في مجال الفضاءات ،بينما يهم الثاني التدبير المستدام للأنظمة البيئية الغابوية.

وتطلب إعادة تأهيل هذه الغابة، التي تمتد مساحتها على مدى ألفين و992 هكتار، مبلغ إجمالي يصل الى 110 ملايين درهم، ساهمت وزارة الداخلية ب40 مليون درهم، والمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر ب40 مليون درهم، المشرفة على هذا المشروع، و30 مليون درهم من قبل جهة الدار البيضاء - سطات.

وحسب معطيات مقدمة من قبل جماعة بوسكورة، فإن تأهيل المجال الغاوبي، الذي يتواصل بوتيرة ثابتة، تم حول أربع قطاعات كبرى، حيث يعد القسم الأولي منتجعا رياضيا ، ويتضمن على الخصوص ملاعب وحلبة للدراجات، ومطعم، وخمس بوابات للولوج .

كما يشمل هذا المجال الغابوي على الغابة المختبر للتحسيس بالنظم الإيكولوجية ، والذي يشتمل على دار للإيكولوجيا والأنظمة الإيكولوجية، وحديقة بيئية وملعب.

فيما يتكون القطاع الثالث على الخصوص من غابة الاكتشاف التي ستمكن من معرفة الحيوانات والنباتات، وعشرة ملاجئ ومنطقة استراحة. أما القسم الأخير، الذي وضع ليكون بمثابة نظام بيولوجي للغابات، فيتألف من غابة كبيرة ويضم أساسا حلبات.

وسيعمل مشروع تهيئة الغابة، الذي أنجز من قبل شركات التنمية المحلية الدار-البيضاء للتهيئة، على الحفاظ على البيئة الطبيعية وتقديم مرافق عالية الجودة ومناظر طبيعية غابوية صحية وآمنة للزوار. وغير بعيد عن هذا الموقع، تقع مدينة صغيرة تسمى المدينة الخضراء لبوسكورة، وهي مكان مثالي وملاذ للترويح عن النفس بعيدا عن التوتر والتلوث المخيمان على المدينة.

وحسب رئيس الجماعة الحضرية لبوسكورة، السيد بوشعب طه، فإن معدل تقدم الأشغال يصل إلى مائة في المائة بالنسبة للمشروع الذي طورته (بالموري دبفلوبمينت)، وحوالي 95 في المائة للمشروع في (بريستيجي)، مقابل ما يزيد قليلا عن 50 في المائة للمشروع ل(سي جي إي).

وأضاف أنه من أجل الاستجابة لاحتياجات السكان الذين استقروا حديثا بهذه المدينة ومن أجل توفير مرافق القرب، خاصة في المجال التعليمي، فإن العديد من المدارس والجامعات قد استقرت في هذه المدينة، مثل (سونترال كزابلانكا)، الفرع التابعة للمدرسة الفرنسية، والجامعة الدولية للدار البيضاء، والأكاديمية الأمريكية.

والملاحظ انه بالرغم من الجهود المبذولة في الشق المتعلق بإحداث ملاعب رياضية للقرب ، فإنه يتعين على المدينة الخضراء بلورة تقنيات جديدة لترشيد استخدام الموارد الطبيعية، بما في ذلك المياه والكهرباء.

و يبدو، أن السلطات المحلية و المنتخبة واعية بهذا المعطى حيث ستضم اشغال التهيئة في نهاية الأشغال، ثلاثة ملاعب للغولف، وسلسلة من الاقامات السكنية و البنيات الاجتماعية تتوزع بين فيلات وشقق وفنادق راقية، ومسرح، ومركز رياضي ومراكز تجارية.

آخر الأخبار