في حواره مع "الجريدة 24".. أنس راضي يكشف عن واقع وآفاق الذكاء الاصطناعي في المملكة

الكاتب : انس شريد

23 مايو 2024 - 10:30
الخط :

أصبح الذكاء الاصطناعي محط أنظار العالم بشكل متزايد، نظرا أنه يتمثل ذلك في استخداماته المتنوعة في مجالات مثل التكنولوجيا، والطب، والصناعة، والخدمات المالية، وغيرها.

ويتمحور الاهتمام حول القدرة المتزايدة للذكاء الاصطناعي، على تحسين العمليات وزيادة الكفاءة وتقديم حلول مبتكرة للتحديات الكبرى التي تواجه البشرية.

ويمكن اختصار الذكاء الاصطناعي على أنه مجموعة من التقنيات والنظم، التي تهدف إلى إنشاء أنظمة تكنولوجية قادرة على تنفيذ مهام تتطلب عادة فهم وتحليل وتفسير معلومات، بطرق تظهر فيها القدرة على التعلم واتخاذ القرارات بشكل مستقل.

وارتباطا بالموضوع حاورت الجريدة 24، أنس راضي، باحث في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي كشف عن واقع وآفاق الذكاء الاصطناعي في المملكة.

وإليكم نص الحوار كاملا:

1- بداية، كونك باحث في هذا المجال، كيف ترى واقع وآفاق الذكاء الاصطناعي في المملكة؟

حاليا المغرب مطالب بتسريع وتيرة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، حتى لا نكرّر الوتيرة البطيئة لمواكبة التطور الرقمي، الذي عرف تأخرا نسبيا منذ بداية الإنترنت.

وفي ظل التطور العالمي، تتدارس الجهات الحكومية حاليا بشكل جدي، من أجل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين جودة الحياة بصفة عامة.

خاصة أن المغرب مقبل على استضافة كأس العالم 2030، وهو ما يعتبر فرصة رائعة لاستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الذي سينعكس إيجابا في تحسين إدارة المرافق، مع جعلها أكثر سلاسة وأمانا للمشاركين والمنظمين على حد سواء.

2- هل يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي آداة لتطوير الاقتصاد الوطني؟

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهم في تعزيز الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال من خلال دعم الشركات، وفتح أسواق جديدة أمامهم في مختلف القطاعات.

ومن المتوقع أن ينعكس الذكاء الاصطناعي، إيجابا كذلك على الأبناك، من خلال تسريع المعاملات البنكية وتحسين تجربة العملاء وزيادة الكفاءة وتقديم خدمات مالية أفضل عمومًا، خاصة من ناحية منح القروض للمستثمرين والمواطن بصفة عامة.

وبشكل عام، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في تطوير الاقتصاد من خلال زيادة الإنتاجية وخلق فرص العمل وتحسين الخدمات وتحليل البيانات واتخاذ القرارات الاستراتيجية الصائبة، ستساهم بالنفع على البلاد.

3- في ظل التطور التكنولوجي، هل ممكن أن ينقلب الذكاء الاصطناعي سلبا على الإنسان مستقبلا؟

رغم فوائد الذكاء الاصطناعي الكبيرة، إلا أنه هناك مخاطر محتملة لها، مثل ترويج الأخبار والمعلومات الزائفة والصور الكاذبة عبر الإنترنت.

كما يهدد هذا النظام، خصوصية الأفراد وسرقة بياناتهم الشخصية، عبر اختراق الحواسيب، كما له انعكاسات عديدة على الجانب الأخلاقي، خاصة فيما يخص حقوق التأليف، عبر السطو على مجموعة من الأعمال الكتابية أو الفنية وغيرها.

لذا وجب تقنين هذا المجال، عبر تطبيق بعض العقوبات الزجرية، كإجراء لحماية المواطن من أي انعكاسات سلبية للذكاء الاصطناعي.

ويعتبر الاتحاد الأوروبي، أول من اتخذ هذة القرار، بعد قيام بإجراءات تشريعية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، لخلق نوع من التوازن بين حرية الابتكار والحفاظ على الأمن.

4- هل بات على الحكومة استثمار الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التعليم وغيرها من القطاعات؟

يمكن أن يساهم تنزيل الذكاء الاصطناعي في تطوير مختلف القطاعات وتحسين جودة الخدمات العمومية، مثل الصحة والتعليم والفلاحة وغيرها.

فمثلا الصحة، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة الأطر الطبية في توفير توصيات دقيقة للعلاج، عبر تحليل بيانات المرضى وتوفير رعاية شخصية محسنة وفعالة.

أما في قطاع التعليم، يمكن تطوير منصات تعليمية ذكية تساعد الطلاب في تعلم مهارات جديدة، الأمر سيساهم في رفع من عامل الجودة.

وبصفة عامة، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي، يمكنه أن يساهم في تطوير الخدمات العامة بشكل أفضل وفقًا لاحتياجات كل فرد، خاصة من ناحية تحسين أداء الإدارات العمومية، في تطوير أنظمة ذكية لإدارة الوثائق تتيح للمواطنين طلب الوثائق عبر الإنترنت وتوفيرها بشكل أوتوماتيكي دون الحاجة لتدخل بشري كبير، وهذا يقلل من الوقت والجهد المطلوبين ويسهل عملية الحصول على الوثائق الإدارية.

آخر الأخبار