"هشام جيراندو" و"محمد متزكي".. وجهان لعملة الخيانة والابتزاز

الكاتب : الجريدة24

23 يوليو 2024 - 12:01
الخط :

سمير الحيفوفي

إن كان من مساويء للأنترنيت.. فإنها أنتجت لنا أصنافا جديدة من "أبطال الديجيتال"، الذين وجدوا في مواقع التواصل الاجتماعي ساحات يمتشقون فيها أكاذيبهم وافتراءاتهم، ويلوحون بها، أمام رواد هذه المنصات الذي يغيب عن أغلبهم، أن هؤلاء إنما هم جرذان تلوذ بالفرار متى جدَّ وقت الجد وتكون أول القافزين من السفينة.

لكن دوام الحال من المحال، كما يقال، فكما أن البعض مثل الخائن المدعو "هشام جيراندو"، استأنس إلى الشبكة العنكبوتية، يبتغي فيها شرفا مفقود وساعيا لعهر موعود، عبر محاولة العزف على وتر "محاربة الفساد"، فإن كل حصيف حذق يستطيع أن يستشف قبح وخسة الساعي وسعيه من وراء فيديوهات موضوعة مكذوبة.

فمن يكون "هشام جيراندو"، الذي قطَّر به السقف، وانبعث فجأة وأراد أن يكتسي عنوة صفة "البطل" بالأباطيل؟

مجرد خائن نكرة.. كان غادر المغرب ذات يوم نحو ليبيا، في عهد العقيد الراحل معمر القذافي، وهناك خبر أول خطواته في عالم الحقارة ليجد نفسه متورطا في جرائم شنعاء، منها ما يتعلق بالاتجار بالبشر، إلى أن استطاع الفرار نحو إيطاليا ومن ثمة إلى كندا، وهناك حاول أن يبدأ بداية جديدة، لكنه لم يستطع ونفسه الخبيثة توسوس له، ليختار أقصر الطرق للتربح.. الاقتيات على الأكاذيب من رحبة "يوتيوب".

تجربة "هشام جيراندو" وهو يهرطق عبر "يوتيوب"، كان لها ثمار، فقد أصبح بإمكانه أن يعتاش على عائدات أراجيفه، وهو أمر لم يكن ليوقظ ضميرا ميتا مثل ضميره، فاستطاب المقام بين خيوط الشبكة العنكبوتية، وقرر إذ ذاك الاحتراف في نسج خيوط شبكة مختصة في النصب والابتزاز الإلكتروني، واستدرج إليها كل مريض ومريضة بداء الخيانة، من أمثاله.

وعسى ما لقيه من القضاء الكندي، مؤكِّد لكل هذا، فقد قضت ضده المحكمة العليا في منطقة "كيبيك"، بتغريمه 2000 دولار كندي، وإجباره على حذف فيديو نشره في ماي 2023، ضد محام مغربي، كان شهَّر به واتهمه زورا بغسيل الأموال والتهرب الضريبي والتورط في أعمال عنف منزلي، في تجلٍّ سافر لنهجه البذيء في الابتزاز.

ولما كان عصيا على "هشام جيراندو"، الاستمرار بشكل مفضوح في الابتزاز، فقد اختار الالتفاف لتمويه متابعيه عبر ادعاء نفسه محاربا للفساد، وليحول الدفة إلى التطاول على مؤسسات الوطن ورجالاته الأشاوس ممن قهروا الخصوم وقهروه وأذاقوه الويل بتفانيهم وإخلاصهم لهذا الوطن، الذي خانه وقرر العيش بعيدا عنه شريدا.

ومثل أي متحدث بالغثِّ والسمين، معتنق للهرطقة والزندقة، استباح هذا الخائن لنفسه التطاول على أسياده الشرفاء في المملكة الشريفة، وظل يهذي بما لا يدري، ومفتريا وجود صراع للأجهزة في المغرب، ومعزيا معرفته بالتفاصيل التي ابتدعها من "شرفاء"، لم يطل الوقت كثيرا حتى سقطت عنهم الأقنعة.

وإذ المناسبة شرط، فإن الأجدر بالتذكير أن "محمد متزكي"، الـ"يوتيوبر"، الذي ظل ينفث في أذن المدعو "هشام جيراندو"، بما يرغب في سماعه من كندا، والذي احترف الابتزاز في نفس الشبكة التي نسجها الخائن سقط سقطة مدوية، وضبط متحوزا كمية مهمة من مخدر الـ"كوكايين"، ولينفضح أمره أنه ليس شريف عفيف وإنما شمَّام قمَّام، ولقيط مثل رفيقه في درب الخيانة والنذالة.

آخر الأخبار