المركب الثقافي بفاس تحول إلى أطلال مهجورة

فاس: رضا حمد الله
لا تجد جمعيات فاس وفعالياتها، مبررا مقنعا لاستمرار إغلاق المركب الثقافي الحرية بالمدينة، والغموض الذي يلف صفقة إصلاحه، ما حرمهم من فضاء لتنظيم أنشطة متنوعة كما دأبوا على ذلك، وجعل القاعة الكبرى مقر الجماعة بملعب الخيل، تتحول إلى فضاء ل"الشطيح والرديح".
شهور مرت على الشروع في ترميم المركب الثقافي بميزانية ضخمة، حيث تمت إزالة الأحجار الرخامية المزينة لواجهته الخارجية من مختلف الاتجاهات بما فيها تلك للباب الرئيسية للمكتبة الوسائطية، واستبدلت ب"الجير" بشكل أثار امتعاض واستغراب الجميع.
الإصلاح والترميم شمل دروج الفضاء المطل على إقامة الحرية والحاضن مقهى للشعر، سبق الاتفاق مع تنسيقية للمعطلين على تدبيرها قبل التراجع عن ذلك في ظروف غامضة، ليبقى الحال على ما هو عليه، حتى بعد احتضان مدخل الدروج لنشاط سينمائي قبل أسابيع قليلة.
والمثير للاشمئزاز والتقزز هو الحالة التي أصبح عليها المركب الثقافي في غياب أي توضيح لمسؤولي الجماعة حول أسباب تعطل استكمال إصلاحه وتجهيزه وافتتاحه، بعدما اكتفي فقط بإزالة أحجار الزينة لا يعلم الجميع مآلها، وتعويضها ب"الجير"، ما يتطلب فتح تحقيق وترتيب الجزاءات.
وترك النوافذ الزجاجية مهشمة دون إصلاح كما بعض مداخل المركب الذي بني في عهد تدبير الاتحاديين لشؤون المدينة وافتتحه العمدة شباط وظل مشتغلا إلى فترة انتشار كورونا قبل أن تخصص الجماعة ميزانية لإصلاحه وترميمه الذي شرع فيه دون استكماله أو إعطاء توضيح.
عدم إعادة فتح المركب بعد إنهاء الأشغال فيه، جعل الجمعيات تعاني في إيجاد فضاء ملائم لتنظيم أنشطتها، في الوقت الذي فتحت الجماعة مقرها في ملعب الخيل، لاحتضان أنشطة سياسية ونقابية وجمعوية بشكل مثير للتقزز ويسائل الجميع عن إن كان المقر أصبح فضاء للسهرات وغيرها.