بحيرة إفني...خزان مائي وهب الحياة لساكنة توبقال

أمينة المستاري
بحيرة إفني أو "لاك ديفني" ...المحاصرة بقمم شامخة وهضاب وتلال، التي ارتبطت بها خرافات وأساطير، تهب الحياة لساكنة المنطقة بفضل خزانها المائي الذي أنعش الزراعات وأنقذ دواوير من الهلاك...فهي القلب النابض بجماعة توبقال بإقليم تارودانت.
اختلفت الروايات والحكايات حول البحيرة، فهناك من الجيولوجيين من يؤكد أن البحيرة تتواجد منذ الزمن الجيولوجي الأول، كما جاء في دراسة لبول بونيت سنة 1919، حيث تسبب بركان في ظهورها، فيما يفسر البعض أن سبب وجودها انهيارات صخرية أدت إلى إغلاق مجرى وادي وتشكل البحيرة في نهايته، أما البعض الآخر فيرى أن المنطقة عرفت في حقبة جيولوجية تراكم الجليد وبعد ذوبانه تشكلت البحيرة، في حين يرآ آخرون أن الجبال تحركت ونتج عنها ظهور البحيرة الخضراء، التي تتربع على علو 2500 متر عن سطح البحر، بمياهها المتحركة التي جعلت منها ثاني أكبر بحيرة جبلية في المغرب، بعد بحيرة تامدا بورزازات التي تبلغ 2700 متر،.
وتقع البحيرة في الحدود بين سوس ومراكش، وتجلب السياح لكنها ورغم ذلك لم يصلها قطار التنمية، رغم أن مساحتها تصل 26 هكتارًا، ويقدر طولها بحوالي 870 مترًا، وعرضها بحوالي 490 مترًا، ويبلغ صبيبها 300 متر في الثانية، أما عمقها يتجاوز 30 مترا.
وتعتبر وجهة سياحية لمحبي استكشاف المناطق الجبلية، الذين يتكبدون عناء الطريق بالسير ساعتين ونصف على الأقدام في طريق وعرة، للاستمتاع بمناظرها والاستحمام في مياهها، كما أنها ارتبطت بها حكايات من قبيل لجوء النساء اللواتي لم يرزقن بأبناء إليها للسباحة وطلاء صخرة بالحناء، ولفها بثوب يرفع فوق رأس السيدة مع أدعية لها بالإنجاب، كما ارتبطت بها حكاية تبرك الفتيات بمياهها للحصول على زوج، كما هناك من يقول أن اسمها يعني "توف نيت" أي شديدة الجمال، وأيضا "تفنوت" وهو اسم ملكة أمازيغية.
يمكن للسائح بلوغ البحيرة من ثلاث جهات، إحداها من مراكش، فيمكن أن يسلك الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين ورزازات ومراكش، مرورا بتيزي نتيشكا، وعند الوصول إلى مركز "أكومي" توجد إشارة طرقية تدل السياح على الطريق المؤدية إلى جماعة تيديلي، وقطع مسافة 70 كلم، وسلك طريق وعر ينتهي بالسائح إلى البحيرة، ويمكن أيضا التوجه من إمليل عبر طريق شمهروش للوصول إلى "الروفيج" قبل التوجه يمينا لبلوغ البحيرة.