سيطايل: موقف فرنسا لم يكن مفاجئا والجزائر لم تسحب سفيرها من واشنطن بعد اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء

هشام رماح
"لم يكن مفاجئا، الموقف الذي أعلنه "إيمانويل ماكرون" الرئيس الفرنسي، كون بلاده تدعم مغربية الصحراء"، هكذا قالت سميرة سيطايل، سفيرة المملكة المغربية في باريس، عبر قناة "Europe1"، مشيرة إلى أن الموقف الفرنسي المعبر عنه، انسجم مع دعم فرنسا الذي كانت سباقة لإبدائه، في 2007، حين اقترح المغرب مخطط الحكم الذاتي كحل وحيد أوحد لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وصبيحة اليوم الجمعة، أطلت السفيرة المغربية، عبر "Europe 1"، لتؤكد على أن الموقف الفرنسي الذي ضمنه الرئيس "إيمانويل ماكرون"، في رسالة رسمية إلى الملك محمد السادس، مشددا فيها على أن بلاده لا تعتبر حاضر ومستقبل الصحراء إلا تحت السيادة المغربية، إنما هو نتاج لصيرورة من الحقائق التاريخية، التي تعزز حق المغرب في صحرائه، بعيدا عن معتنقي الأطروحة الانفصالية المتربصين بالوحدة الترابية للمملكة الشريفة.
وردا على سؤال حول التوقيت الذي أعلنت فيه فرنسا عن موقفها، قالت سميرة سيطايل، إنه يلزم اختيار توقيت لمثل هكذا إعلان، وليس هناك توقيت أكثر رمزية من احتفاء المغاربة بالذكرى الفضية لتربع الملك محمد السادس، على عرش المملكة المغربية، مشيرة إلى أن الموقف الفرنسي سيساهم كثيرا في إحياء العلاقات المغربية الفرنسية التي شرعت في الانتعاش منذ شهر أكتوبر 2023، وهي العلاقات التي ستتأسس على الثقة المتبادلة.
وفي شرحها للوضع في الصحراء المغربية، نفت سفيرة الرباط في باريس، أن يستطيع المؤرخون تفنيد أنها كانت أرضا مغربية، قبل أن تحتلها إسبانيا لـ91 سنة، محيلة على أن كل المخطوطات والكتابات التاريخية تؤكد على عراقة ومتانة العلاقات التي جمعت بين القبائل الصحراوية والسلاطين المغاربة عبر عقد البيعة.
وأحالت سميرة سيطايل، على أن ميليشيات "بوليساريو" طرأت، في 1973، تحت جنح العقيد الليبي "معمر القذافي" الذي انقلب على الملك "إدريس"، ونذر حياته لمحاربة الأنظمة الملكية، ولتتسلم الجزائر المبادرة، منه، وتعمل على مساندة الانفصاليين ضدا في الوحدة الترابية للمملكة الشريفة منذ 1975، بحيث تتحكم في المنتمين لـ"بوليساريو" وتحركهم مثل دمى لا لشيء سوى لضرب مصالح المغرب.
وحول مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007، أكدت سفيرة المملكة في فرنسا، على أنه يظل خيارا أوحدا لفض النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية، وقوته مستمدة من واقعيته إذ "سيخول لسكان الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا، الحق في اختيار ممثليهم، وحرية القرار على أراضيهم في إطار الجهوية الموسعة التي تضم 12 جهة مغربية"، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا ينحاز إلى وعود فقط، وإنما هو مترجم على أرض الواقع منذ سنوات طويلة.
وبعدما جن جنون النظام العسكري الجزائري، وعمد إلى سحب سفيره "سعيد موسي" من باريس، ردا على اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، وفي رد على سؤال محاورها بهذا الصدد، تساءلت سميرة سيطايل مستنكرة، لماذا لم تسحب الجزائر سفيرها من العاصمة الأمريكية واشنطن بعد اعتراف الرئيس الجمهوري "دونالد ترامب" في 20 دجنبر 2020، بمغربية الصحراء؟ قبل أن تردف "سأكتفي بهذا السؤال فقط.