الـ"كابرانات" يلعبون ورقة الإرهاب وجهات معادية لتثبيت الرئيس الصوري لعهدة ثانية

هشام رماح
عادت حليمة لعادتها القديمة، وقد انبرى النظام العسكري الجزائري، إلى اللعب بورقة تخويف الشعب في الجارة الشرقية، معلنا عبر وزارة الدفاع هناك عما وصفه بإحباط عملية إدخال أسلحة إلى البلاد من طرف تنظيم الـ"ماك" القبايلي، مدعيا أن الأخير كان ينوي تنفيذ هجمات "إرهابية" تزامنا ويوم الانتخابات الرئاسية المقررة في 7 شتنبر 2024.
وفي محاولة منه بسط هيمنته على الناخبين والتأثير عليهم، لجعل الرئيس الصوري "عبد المجيد تبون"، فائزا لعهدة ثانية، وفي خطة مفضوحة عمدت وزارة الدفاع إلى اتهام تنظيم "الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل بالجزائر"، الذي يتزعمه القيادي القبايلي "فرحات مهني"، بمحاولة زعزعة استقرار البلاد.
ووفق صحيفة "الجزائر تايمز"، فإن التوقيت الذي أعلن فيه عن هذه الأخبار هو "مدروس"، بهدف "خلق مناخ من الخوف من عدم الاستقرار مما يدفع الناخبين التصويت للرئيس الجزائري الحالي "عبد المجيد تبون" الذي تقدمه السلطة والجيش ضامنا للأمن والاستقرار، فيما تعتبر نسبة المشاركة الرهان الوحيد في الانتخابات بالنسبة للنظام".
وأضاف نفس المصدر بأن "الإعلان عن إحباط عملية إدخال أسلحة للجزائر وإحباط ما تقول السلطة إنه مخطط إرهابي" ينحاز إلى "محاولة لإظهار اليقظة وخلق هالة إعلامية تلهي الشعب عن كثير من المشاكل الداخلية"، بعدما كان بلاغ لوزارة الدفاع الجزائرية، ادعى بأن تنظيم الـ"ماك" "الناشط على التراب الفرنسي، كان يخطط بالتنسيق مع مصالح استخباراتية أجنبية معادية للجزائر لزرع الفوضى وضرب السير الحسن للانتخابات الرئاسية."
ولطالما ربط النظام العسكري الجزائري بين الـ"ماك" والمغرب البلد الذي اختاره الـ"كابرانات"، عدوا أزليا يخوفون به الشعب الجزائري ويضمنون به بقاءهم في السلطة رغما عن الحرائر والأحرار في الجارة الشرقية، وهو أمر سبق ولمسه المتابعون حين موجة الحرائق التي اجتاحت "القبايل" واتهم المغرب فيها زورا، وهو ما يفسر معاودة العسكر الارتكاز على لغته المعهودة والمحفوظة، من قبيل "التنسيق مع مصالح استخباراتية أجنبية معادية للجزائر".
وحسب وسائل إعلامية جزائرية، فقد "كشف وكيل الجمهورية المساعد بمحكمة جزائرية أن الأسلحة المحجوزة تمثلت في 2000 طلقة من مختلف العيارات، بالإضافة إلى مقذوفات الأسلحة المختلفة ولواحق متعلقة بالأسلحة وملابس عسكرية وأسلحة بيضاء ومخازن للخراطيش"، كما جرى "تقديم 21 متهم أمام النائب العام قسم محاكمة الإرهاب، إلى جانب وجود 12 متهم في حالة فرار، اثنان منهم مجهولي الهوية ومبحوث عنهم حاليا".
ويسعى النظام العسكري الجزائري إلى تجييش الشعب هناك ضد حركة الـ"ماك"، التي تأسست في باريس عم 2002، ونذر مناضلوها أنفسهم للمطالبة باستقلال منطقة القبايل، التي تعد أقدم مستعمرة في القارة الإفريقية، عن الجزائر، وهي الحركة التي سبق وأعلنت في 14 يونيو 2024، عن استقلال منطقة القبايل عن الجزائر من جانب واحد، بعدما أعلن عن ميلاد دولة "القبايل" في 20 أبريل الماضي، من أمام مقر هيئة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية.