فواكه الصيف المغربية.. بين طفرة التصدير وارتفاع الأسعار

في ظل موجة حر غير مسبوقة تجتاح المغرب مع بداية فصل الصيف، شهدت أسعار الفواكه في الأسواق المحلية ارتفاعًا غير مسبوق، مما أثار قلق المستهلكين والتجار على حد سواء.
مع تزايد الطلب على الفواكه، التي تُعد ضرورة في فصل الصيف لما توفره من انتعاش وتغذية غنية بالفيتامينات، أصبحت هذه الفواكه بعيدة المنال بالنسبة للكثير من المواطنين بسبب ارتفاع الأسعار.
وأكد تجار الفواكه والخضار في سوق الجملة بالدار البيضاء أن الظروف المناخية القاسية، بما في ذلك الحرارة المرتفعة والجفاف المستمر، أثرت بشكل كبير على إنتاج الفواكه هذا العام، مما تسبب في نقص المعروض في الأسواق.
وأشار أحد هؤلاء التجار في حديثه للجريدة 24، إلى أن الطلب المتزايد على الفواكه من قبل المطاعم والفنادق ومموني الحفلات في فصل الصيف ساهم في رفع الأسعار بشكل كبير، حيث وصلت الزيادة في أسعار الفواكه إلى ما بين 5 و10 دراهم مقارنة بالأشهر السابقة.
وأضاف المتحدث ذاته، أن الفواكه التي كانت تُعتبر في متناول الجميع أصبحت اليوم عبئًا كبيرا على ميزانية الفئات الهشة والمتوسطة.
وأوضح ذات المتحدث، أن سعر الموز وصل إلى 18 درهما للكيلوغرام الواحد، بينما تجاوز سعر التفاح 25 درهما.
ويباع البطيخ الأحمر الآن بأزيد من 8 دراهم للكيلوغرام، في حين أن "فاكهة الفقراء" أو التين الشوكي، الذي كان يباع بدرهم واحد فقط، أصبح يباع بخمسة دراهم للحبة الواحدة، وفقا لذات المتحدث.
على الجانب الآخر، حقق المغرب طفرة ملحوظة في تصدير الفواكه، خاصة الفراولة المجمدة، التي أصبحت تحتل مكانة بارزة في السوق اليابانية.
ووفقًا لموقع “East Fruit”، تمكنت كل من مصر والمغرب من الاستحواذ على 44% من السوق اليابانية للفراولة المجمدة خلال النصف الأول من العام.
ووضعت التقارير الحديثة المغرب ضمن أفضل 10 منتجين للفراولة في العالم لعام 2024، مع إنتاج سنوي بلغ 166,955 طنًا.
رغم هذه النجاحات من ناحية التصدير، تواجه المملكة المغربية تحديات كبيرة بسبب توالي سنوات الجفاف، مما جعل من الضروري تبني سياسات زراعية مستدامة.
هناك دعوات متزايدة لتقليل زراعة الفواكه التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، مثل البطيخ الأحمر، والإسراع في تنفيذ مشاريع تحلية مياه البحر لتأمين الأمن الغذائي الوطني.
ورغم هذه الظروف الصعبة، استطاع المغرب تحقيق نجاحات ملحوظة في تصدير البطيخ الأحمر، حيث تصدر قائمة الدول المصدرة لهذه الفاكهة إلى إسبانيا خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.
ووفقا للمعطيات التي نشرتها بوابة “HortoInfo”، فقد بلغت صادرات البطيخ المغربي إلى إسبانيا نسبة 37.68% من إجمالي واردات إسبانيا من هذه الفاكهة، وهو ارتفاع بنسبة 15.2% مقارنة بعام 2015.
وبالإضافة إلى زيادة الكميات المصدرة، ارتفعت أيضًا قيمة هذه الصادرات لتصل إلى 17.18 مليون يورو بمتوسط سعر 0.85 يورو للكيلوغرام، مقارنة بـ 10.61 مليون يورو في 2015، حسب ذات المصدر.
لكن هذا النجاح في تصدير البطيخ الأحمر يأتي بتكلفة بيئية عالية، حيث أن زراعة البطيخ تتطلب كميات هائلة من المياه، وهو ما يثير مخاوف من تأثير ذلك على الموارد المائية في ظل أزمة الجفاف المستمرة.
مع تصاعد هذه التحديات، تتزايد الدعوات لتيسير الحصول على رخص حفر الآبار كحل مؤقت للتخفيف من حدة أزمة المياه ولضمان تلبية احتياجات السكان وسقي الأراضي الزراعية.