"هشام جيراندو".. هكذا طرأ علينا الرويبضة في هذه السنوات الخدَّاعات

سمير الحيفوفي
لهي بالفعل السنوات الخدَّاعات، تلك التي نعيشها وقد ضنَّت علينا بكل شيء إلا بالأفَّاقين والكذابين مثل الرويبضة المدعو هشام جيراندو"، الهارب التافه نحو كندا الذي يتحدث في شؤون العامة، ولا شغل له يلهيه عن اللهو بأعراض الناس وابتزازهم بعدما استطاب تحصيل الـ"لايكات" ومعها الأموال نظير ما يردده من ترهات وخزعبلات في دكانه الافتراضي على منصة "يوتيوب".
ولعل المتتبع لهذا المارق ليشفق عليه مما ظهر عليه في الكبر من تبعات الصِّغر، إذ لا يعزُّ استشفاف فظاعة العقد النفسية التي انعقدت في نفسيته، حتى أصبح مسخا مبتزا وحقيرا جبانا يختفي وراء كاميرا الهاتف، ثم لا يقيم وزنا للأخلاق ولا يلوي على شيء غير صرف الأباطيل والادعاءات، بعدما جعل من الأخيرة سلعة يروجها ويبيعها لمغرَّر بهم إلى حين معرفتهم حقيقته ونواياه الدنيئة.
فمن يكون "هشام جيراندو"؟ إنه نكرة. نعم نكرة تنكر للسمو والرفعة المفترضة في كل سوي كما تنكر للوطن، بعدما لم يستطع مجابهة صروف الحياة مثل الرجال، وكما أن الحياة اختبرت صلابته ووجدته هشا، فإنها نفحته سفرية إلى كندا، وهناك ظل هشّا رطبا، لا يستطيع للمثابرة سبيلا غير الأكاذيب.
وإذ لم يسترجل هذا الرويبضة، لجأ إلى أقصر الطرق ليبحث لنفسه عمَّا يعتاش به ويسد به رمقه بعدما ضاقت به السبل وعاندته الحياة هناك حيث ظن أنه الـ"إلدورادو"، فكان أن اختار، ألا يكون إلا رخيصا، يقتات على الخوض في الأعراض ثم استباح بعد ذلك لنفسه أن يكون خائنا بعدما خبِر الابتزاز ولملم منه ما يغنيه عن مد اليد حتى أجل يلوح أمامه.
وفي مشوار المدعو "هشام جيراندو"، لطخات لا تشفع في التحدث عنه، لكن أن يحث السعي لتحقيق مآربه الخبيثة، دون أي استئناس للتدقيق أو التمحيص، لهو دافع لفضح هذا المسخ الافتراضي، الذي لا رصيد له غير الخديعة والتضليل، ونسج قصص وادعاءات من وحي الخيال، موهما متابعيه أنه محارب للفساد بينما هو غارق حتى الأذنين في سفالة الابتزاز والتشهير.
ومثلما وجد المدعو "هشام جيراندو"، في زريبة "يوتيوب"، أرضا يرتع فيها ويهرطق بلا رقيب ولا حسيب، فإنه تمادى في غيِّه وفي جهالته، لحد جعله يسوق نفسه عارفا بحكايات يستلهمها من محض خياله، ليهاجم أناسا شرفاء، خدموا هذا الوطن بكل شرف، يفتقر إليه وهو العاهر الداعر الذي ارتضى لنفسه أن يكون واحدا من رزايا الـ"ديجيتال".
ولا تلزم الكثير من الحصافة، لتتبدى للجميع ازدواجية مواقف مدعي محاربة الفساد، إذ المتفحص لخرجاته التحريضية والتشهيرية، ليقف على سوء تنزيله لأحقاده في أحايين عدة، وعلى حجم ما قبضه في أحايين أخرى من طرف أشخاص ينفحونه المال لاستخلاص حسابات عالقة بينهم وشخصيات معينة ومؤسسات وطنية.
إن المدعو "هشام جيراندو" ليس غير مخبول ومبتز ومشهِّر يجري بين الأوتاد، يظن أن ديدنه في استهداف الناس ومحاولة النيل منهم عبر صرف الأباطيل والأراجيف، سينجيه من الفاقة وسيجعله في عليِّين، بينما هو يغوص في الوحل ويكشف يوما بعد يوم أنه لن يكون أبدا رجلا ذو أخلاق ولن يكون أبدا متصالحا مع نفسه، وهو يأتي الشيء ونقيضه، يدعي محاربته الفساد، وهو أكبر الفاسدين ممن طرؤوا علينا في هذه السنوات الخدَّاعات.