بعد الإهمال والتهميش...صرخة سكان الدار البيضاء تنقذ مقبرة الغفران
تحولت مقبرة الغفران بمدينة الدار البيضاء، لمدة طويلة، من رمز للسكينة والهدوء إلى موقع يعكس حالة من التدهور والفوضى.
لفترة طويلة، غابت الرعاية عن هذا المكان المقدس، ليتحول تدريجياً إلى مكب نفايات شاسع، تتناثر فيه الأوساخ وتزدحم بالأشجار المهملة والبقايا المرمية بشكل عشوائي.
لم تكن هذه الأوضاع الكارثية لتستمر طويلاً دون أن تثير قلق الساكنة واستنكارهم، خاصة أقارب المتوفين الذين وجدوا في هذا المشهد إهانة لذكرى أحبائهم.
وفي استجابة غير متوقعة، أشرف توفيق كميل، البرلماني عن دائرة عمالة مقاطعات ابن امسيك ورئيس مقاطعة سباتة، على حملة تنظيف وإعادة تأهيل شاملة للمقبرة، بمشاركة عدد من العمال.
ووفقا لما توصلت به "الجريدة 24"، فقد انكب عمال النظافة، منذ يوم أمس الأحد، على إعادة الحياة لهذا المكان، وجمع الأزبال، تشذيب الأشجار، وتنظيف الأرضيات، في مشهد أثلج صدور المواطنين الذين لم يتوقعوا أن يروا مقبرتهم العزيزة تعود إلى سابق عهدها من الجمال والنقاء.
لم تكن هذه الحملة مجرد استجابة محلية، بل جاءت نتيجة لجهود مضنية ومطالب متكررة من قبل البرلماني كميل الذي لم يتوانَ عن إيصال صوت المتضررين إلى وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت.
وبالفعل، تفاعل الوزير بسرعة مع هذه النداءات وأصدر توجيهات صارمة بإصلاح الأوضاع في أسرع وقت.
وقامت وزارة الداخلية، بإعطاء أوامر لجماعة الدار البيضاء بتشكيل لجنة خاصة لبحث الوضع المتدهور كان أولى الخطوات، تلتها إجراءات فعالة لإعادة المقبرة إلى سابق عهدها من النظام والنظافة.
وخلفت هذه التحسينات، إشادة واسعة من المواطنين الذين تنفسوا الصعداء أخيراً، مؤكدين أن هذه المبادرات ستعيد لهذا المكان هيبته وقداسته، وتضمن أن يكون مثوى أخيرًا يليق بأحبائهم.