المعطي منجب.. لا تكن بالونا منتفخا بالهواء

سمير الحيفوفي
لعل ما يجعل "المعطي منجب"، "مؤرخ" آخر الزمان، يهذي بين الفينة والأخرى في الواقع وفي المواقع وفي حسابه على "فايسبوك"، ويكشف ضحالة وضآلة ما في جعبته، هو أن من يرافقونه ويجالسهم لا يستطيعون له سبيلا لنصحه بألا يكون بالونا منفوخا بالهواء.
ولربما طال العهد على "المعطي منجب"، ولم يتقافز كعادته ليلطخ من جديد حائطه الفايسبوكي بتدوينة تمسَّح فيها بـ"توفيق بوعشرين"، بعدما رأى من الأخير صدودا وقاطعه، بعدما فطن أنه ليس غير مستغل جعل من القضايا التي توبع بها وآخرون أصلا تجاريا يسترزق منه.
وعاد "المعطي منجب"، دخول المزايدة من جديد بقضية "توفيق بوعشرين"، مدير نشر "أخبار اليوم المغربية"، الذي استفاد من عفو ملكي بعدما قضى ردحا من الزمن في السجن بجريرة ما اقترفته "يداه"، ووهو عود مذموم في حال "مؤرخ" آخر الزمان، الذي لا يروقه شيء غير الاصطياد في الماء العكر.
وعسى "المعطي منجب"، الذي ارتد عن "صمته"، بعدما انكشفت عوراته بين الرفاق، يعلم جيدا أن الخطأ بشري والاعتراف به إنساني لكن تبرير الخطأ إنما هو عمل شيطاني، مثلما يحاول في تدوينته التي اختار أن تكون من نافذة التذكير الفايسبوكي، لعله يُرضي عنه "توفيق بوعشرين".
فهل يعرف "المعطي منجب"، بأن سلعته بارت وتجارته كسدت وبأن بواعثه لم تعد تخفى على أحد؟ ثم هل يدرك "مؤرخ" آخر الزمان، أنه لم يعد ينتج شيئا غير الترهات والخزعبلات، ويبحث جاهدا لنفسه عن مكان تحت الشمس، ليقول أنا هنا، ولكن ليس "علما" وإنما بجهالته؟
لقد انطوت قضية "توفيق بوعشرين"، في شقها العمومي بالعفو الملكي، وإن كانت حقوق الضحايا قائمة، لكن "المعطي منجب"، يصر أيَّما إصرار على البقاء تاجرا في القضايا الخاسرة، لا يملك لها من حول إلا جهل لا ينتفع به أحد، بقدر ما يراه ينفعه هو وأصله التجاري.
ولأن الجهل ظلمات، فقد أصاب "المعطي منجب"، حينما ساق في تدوينته التي "غازل" بها "توفيق بوعشرين"، الإسباني "دانييل غالفان"، لكنه صواب يحتمل الكثير مما حيتفظ به في حق "توفيق بوعشرين"، بعدما وضع مقارنة تستقيم بين الاثنين، بمنطق "جَا يكحَّل ليها عماها".
فعلى من أطلق "المعطي منجب" رصاصه الطائش في تدوينته إن لم يكن "توفيق بوعشرين"؟ وعلى من يكذب من يدعي ضبط التاريخ إن لم يكن يكذب على حوارييه وغلمانه الذين يبجلونه ويضعونه فوق رؤوسهم بينما هو خاوي الوفاض وفقير للحيلة؟
لقد كان حريا بـ"المعطي منجب" أن ينصرف لاهتمامات أكاديمية، لكن ليس بالإمكان أفضل مما كان من بالون منتفخ بالهواء، يتطاير ويتقافز على الأمن والقضاء، حسبه في ذلك رغبته في البقاء في الواجهة بينما هو شفاف يكاد لا يُرى البتة.