جماعة الدار البيضاء تلجأ إلى نزع ملكية العقارات والأراضي لتشييد مشاريع جديدة

تتجه جماعة الدار البيضاء نحو تسريع وتيرة نزع الملكيات العقارية، ما يشكل تحدياً كبيراً لأصحاب الأراضي والعقارات في المدينة، خصوصاً في مناطق أنفا وسيدي مومن وسيدي عثمان وعين السبع.
وتُعد هذه الإجراءات جزءاً من خطة طموحة لتحديث المدينة وتحسين بنيتها التحتية، حيث يتم استهداف العديد من الأراضي والعقارات الخاصة لتنفيذ مشاريع عمومية ضخمة، تشمل إنشاء ساحات عامة، مرائب تحت أرضية، ومرافق رياضية وتجارية.
ويأتي هذا التحرك ضمن أشغال دورة أكتوبر لمجلس جماعة الدار البيضاء، حيث سيتم دراسة والتصويت على مجموعة من مشاريع القرارات التي تتعلق بنزع ملكية الأراضي.
وعلى الرغم من أن هذه المشاريع تحمل طابع "المنفعة العامة"، إلا أن الإجراءات المرتبطة بها تثير مخاوف وقلق عدد كبير من المواطنين الذين قد يجدون أنفسهم مجبرين على التخلي عن ممتلكاتهم بأسعار قد لا تعكس القيمة الحقيقية للسوق.
من بين أبرز المشاريع التي يجري الحديث عنها، حسب ما توصلت به "الجريدة 24" تهيئة ساحة عمومية ومساحات لمرائب تحت أرضية في منطقة أنفا، حيث ستتجاوز مساحة أحد هذه المرائب 40,449 متراً مربعاً.
هذا المشروع يهدف إلى تخفيف الازدحام في قلب المدينة وتحسين جودة الحياة للسكان والزوار.
ويتطلع المجلس الجماعي لدراسة هذا المقترح الحاسم الذي يتضمن نزع ملكية الأراضي اللازمة لتنفيذه، ما يجعل الأنظار تتجه نحو هذه الخطوة الجريئة التي قد تعيد تشكيل وسط المدينة وتفتح الباب أمام مستقبل جديد أكثر تنظيمًا وجاذبية.
وفي إطار التحولات الكبرى التي تشهدها منطقة أنفا، تُطرح مشاريع أخرى لا تقل طموحًا، من بينها إنشاء ساحة جديدة بمساحة 1304 أمتار مربعة، ومرآب يمتد على 1759 مترًا مربعًا.
هذه المشاريع تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للمنطقة وتقديم حلول مبتكرة لتنظيم الفضاء العام.
ومع اقتراب موعد مناقشة قرار الإذن بالتخلي عن بعض الأراضي ونزع ملكيتها، تزداد وتيرة الترقب حول كيفية تنفيذ هذه الخطوات الجريئة، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على مستقبل المنطقة ودورها في إعادة تشكيل ملامحها.
كما سيتم التصويت على مشروع قرار الإذن بالتخلي ونزع ملكية العقارات اللازمة لتهيئة شارع الشفشاوني مقاطعة عين السبع في جزئيه المرموز إليهما بالعلامة AS37 الممتدة من مدار تيزي أوسلي إلى ممر الحوامض، والجزء الثاني المرموز له بالعلامة AS38 الممتدة من مدار تيزي أوسلي إلى طريق الرباط.
ولكن الأمر لا يقتصر على أنفا، حيث تسعى جماعة الدار البيضاء أيضاً إلى نزع ملكية 5000 متر مربع في منطقة الهراويين بغرض إنشاء ملاعب للقرب، في محاولة لتلبية احتياجات السكان في مقاطعة سيدي عثمان.
وفي سيدي مومن، يتم التحضير لنزع ملكيات أخرى لإنجاز الطريق المرموز إليها بSM11.
كما تتجه الجماعة للمصادقة على نزع ملكية قطعة أرضية ضخمة بمساحة 55,000 متر مربع المتعلقة بـ"جوطية درب غلف"، وهي واحدة من أشهر الأسواق الشعبية في المدينة، لإعادة تأهيله وتحويله إلى مركب تجاري وخدماتي متطور.
وتعكس هذه المشاريع، رؤية طموحة لتحسين المدينة وتطوير بناها التحتية، إلا أن تطبيق مسألة نزع الملكية لأغراض المنفعة العامة للمدينة دائماً ما يثير تساؤلات حول مدى عدالة التعويضات وآليات التفاوض مع أصحاب العقارات.