بئس النفاق من أتباع "العدل والإحسان" وشظايا "النضال"..

هشام رماح
من رأى منكم أحدا من جوقة "العدل والإحسان" وشرذمة "النضال"؟ وهل سمع أحدكم لهم حسا ولا ركزا، فيما شجر بين المغرب والاتحاد الأوربي، بعد قرار محكمة العدل الأوربية؟ وهل صدر عن هؤلاء ما يشي فعلا أنهم من المغرب وأنهم يلقون بكل الخلافات وراء ظهورهم ويصطفون اصطفاف البنيان المرصوص ذودا عنه؟ لا شيء من كل هذا حصل.
لقد توارى سقط المتاع إلى الخلف.. وسكتوا سكوت الشيطان الأخرس، وهم الذين ألفنا أفواههم النتنة مشرعة، وحساباتهم الافتراضية ساحات وغى يتحرشون فيها ببلادهم وينتصرون فيها لقضايا أبعد عنهم جغرافيا، لكن متى جدَّ وقت الجد، فهم ينبرون إلى الصمت، في تحلل سافر من كل مروء أو بتعبير دارجي أدق من كل "مْروَّة".
وكما أن "حسن بناجح"، ذبابة "العدل والإحسان"، في مواقع التواصل الاجتماعي، لطالما طنَّت وأرغت وأزبدت لفلسطين وللبنان وتركيا وإيران ووو..، تجده غير مبالٍ البتة بما يهم المغرب، ولا وحدته الترابية التي يريد خصومه أن يضعوها على المحك، وبدلا من أن يدلي بدلوه في مثل هكذا أمور، قد تجعله متوازنا في نظر من لا يعرفونه، فإنه آثر التخلف والتواري، وهو قرار ينحاز إلى صدق منه فهو ليس من المغرب في شيء ولا يعنيه إلا أن يدق إسفينا فيه.
ومثله رخيص النضال "عزيز غالي"، الصيدلاني الرويبضة الذي يفتي في أمور العامة بلا لجام، والذي يفهم في المقاومة وفي دعم الجزائر لها حسب ادعاءاته، وفي الخطط العسكرية ويبجل "حسن نصر الله" أمين عام "حزب اللات" الهالك، وفي كل شيء.. ها هو الآن صامت خامد، لم يُلقِ بدوره بالا لما استجد بين المغرب وخصومه الرامين لتمزيقه.. لقد صمت وخبا فجأة.. حسبه في ذلك أنه غير معني إلا بتشويه صورة المغرب، أما ما دون ذلك فهو في حِلٍّ منه.
وأين هو "المعطي منجب".. مؤرخ آخر الزمان، الذي تخلى عن النبش في الماضي وأصبح عرَّافا يقرأ الطالع ويستشرف أحداث المستقبل؟ الحاصل أن هذا الذي ظل يقتات من أصل تجاري قوامه مهاجمة هذا الوطن، لا يعنيه المضارع في شيء، وما يواجهه المغرب من تحديات لا رأي له فيها، وأنَّ له أن يصمت إلى فرصة قادمة حيث يستل خناجره المسمومة ليغرزها في جسد هذا الوطن.
ثم أين فلان وعِلاّن؟ وهذا وذاك؟ لقد أتحفونا بصمتهم وتركوا الدنيا هانئة بلا زعيق، متى احتاجهم الوطن، لقد رأوا فيما يقع ألاَّ يستنكروا حتى، فقلوبهم دوما تهف لغير الوطن، وعلى دأب بطانة السوء، فهم لا يرمون لغير مواجهته لا مساندته ولو بربع موقف أو بخربشة على حيطان "فايسبوك" ومنصة "X" أو في زريبة "يوتيوب"...
لقد ألجم أتباع "العدل والإحسان" و"بقايا" الرفاق ألسنتهم وكفوا أياديهم في تخلف يروم للمغرب كل الشرور، لكنهم يكشفون عن خبث سرائرهم وعن كونهم مارقين يقتاتون على آلام الوطن، متخلين عنه دوما، لكنهم يتحدثون عنه متى هدأت الأمور ليثيروا الفتن ويعيثوا الفوضى مثلما يأمرهم الواقفون وراءهم.
فبئس المنافقين من الأتباع وشظايا "النضال".. الذين ابتلينا بهم في زماننا هذا.